لاجئ سوداني يروي كيف تشتت أسرته في ثلاث دول بسبب الحرب

0

روى صلاح حسن جمعة، وهو لاجئ سوداني في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، تفاصيل مؤلمة عما لحق به بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلا إن أسرته أضحت مشتتة بين مصر، ومعبر وادي حلفا السوداني، في انتظار العبور إلى الأراضي المصرية.

صلاح حسن جمعة، هو واحد من آلاف السودانيين الذين لم يتمكنوا هذا العام من الاحتفال مع أسرهم وأصدقائهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، في منازلهم، بعد أن وجدوا أنفسهم لاجئين بدول الجوار مثل “تشاد وجنوب السودان واثيوبيا ومصر”، وآخرين نزحوا داخليا إلى الولايات الآمنة مثل “الجزيرة والبحر الأحمر ونهر النيل والشمالية”.

وأبدى صلاح حسن جمعة، وهو صحفي وناشط في منظمات المجتمع المدني، حزنه العميق لما وجد عليه حاله خلال هذا العيد، حيث أن طفليه وصلوا مع والدتهما إلى مصر، بعد اسبوعين من اندلاع الحرب في 15 ابريل/ نيسان الماضي، بينما والدته وشقيقه وشقيقته، علقوا في معبر وادي حلفا لأكثر من شهر في انتظار اكمال إجراءات العبور إلى الأراضي المصرية، فيما تمكن هو مؤخرا من الوصول إلى جنوب السودان.

وروى جمعة لـ”الراكوبة”، تفاصيل رحلته إلى مدينة جوبا التي وصلها في 17 يونيو/ حزيران الماضي، بعد رحلة شاقة استمرت لأكثر من أسبوعين، تعرض خلالها للنهب ضمن آخرين داخل الخرطوم بينما كانوا في طريقهم لمغادرتها عبر بص إلى مدينة ربك بولاية النيل الأبيض.

وذكر جمعة أن قوة من الدعم السريع انزلت المسافرين من البص داخل مدينة امدرمان واخضعت الجميع إلى التفتيش الدقيق عدا النساء، فيما نهبت هواتف وأموال البعض.

وفي معبر “جودة” الحدودي مع دولة جنوب السودان، تعرض جمعة إلى الحجز بواسطة الأستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني، واخضع مع آخرين لتحقيق شمل اسئلة عن القبيلة والمنطقة الجغرافية، مشيرا إلى أن الضابط سألهم عن سبب مغادرتهم البلاد وحينما اجابوه بأن الحرب هي من اجبرتهم على المغادرة، رد عليهم قائلا: “حينما تنتهي هذه الحرب لن نسمح لكم بالعودة”، ثم أفرج عنهم ليعبروا إلى دولة جنوب السودان.

وأشار إلى أن السلطات والمواطنين في جنوب السودان استقبلوهم بترحاب ومواساة، لأنهم جربوا الحرب من قبل ويعلمون مدى حوجة المتأثرين بها إلى الرعاية وتقديم المساعدات المطلوبة، حسب ما افادوهم بذلك.

ومع ذلك يرى جمعة أن رحلة لجوءه إلى جنوب السودان كانت أهون بكثير مما وجدته بقية عائلته ممثلة في “والدته وشقيقه وشقيقته” الذين لا زالوا عالقين في معبر “ارقين” بمدينة وادي حلفا شمال السودان ينتظرون اكمال إجراءات العبور إلى مصر، وذلك بعد اشتراط السلطات المصرية حصول النساء والأطفال على تأشيرة دخول، مما أدى إلى تكدس الآلاف من السودانيين بمدينة “حلفا” والمعابر الأخرى.

وكانت السلطات المصرية أعلنت بعد نحو شهر من اندلاع الحرب في السودان، إجراءات جديدة بشأن استقبال السودانيين في أراضيها، حيث اشترطت دخول النساء والأطفال وكبار السن، بالحصول على تأشيرة، بعد ان كانت هذه الفئات معفية من ذلك بموجب اتفاقيات الحريات الاربع مع السودان.

ودخلت الحرب في السودان شهرها الثالث وسط أزمة انسانية متفاقمة، حيث أضحى ما لا يقل عن 7 ملايين شخص محاصرون في منازلهم داخل الخرطوم، يواجهون شبح المجاعة بعد أن تعطلت مصادر دخلهم وعرقلت المواجهات المسلحة وصول المساعدات الإنسانية لهم.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com