دولة جنوب السودان على حافة أزمة غذاء كارثية

0

حذر رؤساء ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن التقاعس عن التعامل مع أزمات الغذاء والمناخ وانعدام الأمن المعقدة في جنوب السودان سيؤدي إلى خسائر في الأرواح وسبل العيش وضياع مستقبل ملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد.

وفي بيان صدر في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى البلاد، دعا رؤساء كل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي إلى مزيد من الاستثمارات في جنوب السودان لتجنب أزمة غذاء كارثية.

وشدد شو دونيو المدير العام لمنظمة (الفاو)، وألفارو لاريو رئيس (إيفاد)، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي على أن الأزمة الغذائية في جنوب السودان ستتفاقم ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية والاستثمار في القدرة على الصمود.

وكان المسؤولون الثلاثة قد زاروا مجتمعات في البلاد تكابد آثار الظواهر المناخية القاسية وتفتقر إلى البنية التحتية اللازمة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ويهدد المزارع وسبل العيش الزراعية الرعوية ويشرد المجتمعات.

وفي هذا الصدد، قال مدير عام منظمة “الفاو” إن جنوب السودان “لديه القدرة على أن يكون سلة غذاء شرق إفريقيا، لكن أزمة المناخ، وسوء البنية التحتية الزراعية، وانعدام الاستقرار، والصدمات الاقتصادية، لا تزال تعيق الإنتاجية الزراعية والحيوانية وتوافر الغذاء”.

ووجه نداء عاجلا للاستثمارات وإيجاد السياسات التمكينية التي من شأنها تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل والقدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ.

من جانبه، أشار رئيس (إيفاد) إلى أنه يتم زراعة أربعة بالمئة فقط من الأراضي الزراعية في البلاد، بينما يعيش 80 بالمئة من الشباب في المناطق الريفية، لافتا إلى وجود فرصة هائلة لتنمية وتطوير الزراعة والقطاع الغذائي بشكل عام.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن جنوب السودان يشهد “بعض أعلى مستويات الجوع في العالم”، بسبب النزاعات وتغير المناخ وارتفاع التكاليف المعيشية، مشددة على أن العمل الإنساني وحده ليس هو الحل، وأضافت: “علينا كسر الحلقة وتمكين المجتمعات من زرع بذور الأمل والفرص والتنمية الاقتصادية”.

يذكر أن حالة الطوارئ الإنسانية في جنوب السودان تأتي نتيجة لمزيج من الصراع والآثار المناخية وارتفاع أسعار الغذاء والوقود. وقد تفاقم الوضع بسبب القتال في السودان الذي أدى إلى فرار أكثر من 190 ألف شخص عبر الحدود إلى جنوب السودان.

كما تتراوح أعمار 70 بالمئة من السكان بين 18 و35 عاما وتبلغ معدلات بطالة الشباب 50 بالمئة بسبب انخفاض مستويات التعليم ومحدودية المهارات وضعف الاقتصاد.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com