لماذا رفضت الحكومات الأجنية مؤازرة البرهان في محنته أسوة بالرئيس النيجري المخلوع ؟

1

وقع انقلاب في النيجر في يوم الاربعاء 26 يوليو 2023م ، حيث احتجز الحرس الرئاسي في النيجر الرئيس محمد بازوم وأعلن قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبدالرحمن تشياني نفسه قائدًا للمجلس العسكري الجديد .

أغلقت قوات الحرس الرئاسي حدود البلاد ، وعلقت مؤسسات الدولة ، وأعلنت حظر التجول ، وأغلق الحرس الرئاسي كذلك مداخل الوزارات . ويُعد هذا هو خامس انقلاب عسكري منذ حصول البلاد على استقلالها عام 1960م ، والأول منذ عام 2010م . وفي المساء ، ذكر العقيد في سلاح الجو أمادو عبدالرحمن على قناة التلفزيون الحكومية تيلي الساحل أن الرئيس بازوم قد أُزيح من السلطة وأعلن عن تشكيل المجلس الوطني لحماية البلاد ، وقال وهو جالسٌ ومحاطٌ بتسعة ضباط آخرين يرتدون زيًا يمثلون مختلف أفرع قوات الأمن، إن قوات الدفاع والأمن قررت الإطاحة بالنظام «بسبب تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة»، كما أعلن تعطيل دستور البلاد ، وتعليق عمل مؤسسات الدولة ، وإغلاق حدود البلاد ، وفرض حظر تجول على مستوى البلاد من الساعة 22:00 حتى 05:00 بالتوقيت المحلي حتى إشعار آخر ، مع تحذيره من أي تدخل أجنبي.
أحد الضباط الذين شوهدوا أثناء الإعلان جرى التعرف عليه لاحقًا على أنه الجنرال Moussa Salaou Barmou  قائد القوات الخاصة في البلاد.- انتهى-

وبعد ساعات قليلة من وقوع الانقلاب الناجح ، قامت قيامة الدنيا في كثير من الدول الأوروبية التي شجبت الأنقلاب وأدانت وقوعه بشدة ورفضت هذه الدول الأوروبية اعتبار ما حدث في شأن خاص يخص النيجر ، وتصدرت فرنسا قائمة الدول التي أزعجها وقوع الانقلاب ضد حليفها القوي المعزول محمد بازوم ، وكان سبب انزعاجها يكمن في تأثير الانقلاب المحتمل على استيراد اليورانيوم لتشغيل محطات الطاقة النووية ، وتعد فرنسا واحدة من أكثر دول العالم اعتماداً على الطاقة النووية. وتستضيف النيجر قاعدة عسكرية فرنسية وهي سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم ، الوقود الحيوي لمحطات الطاقة النووية ، حيث يذهب ربعه إلى أوروبا ، وخاصة القوة الاستعمارية السابقة فرنسا. تزود النيجر 15% من احتياجات فرنسا من اليورانيوم وتمثل خمس إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم.

الامم المتحدة ادانت الانقلاب بشدة ، وتبعتها في الإدانة كثير من الدول الأوروبية التي رفضت الاعتراف بالانقلاب ولمحت الى احتمال التدخل العسكري في النيجر واعادة الشرعية محمد بازوم مرة اخرى. والحكومات الغربية اعتبرت ان هذا الانقلاب قطع طريق النجاح المزعوم لسياساتها في المنطقة.

جاء في احدي صحيفة “عرب بوست”: (لكن الأخطر أن تحاول فرنسا وأمريكا اللجوء للقوة لإفشال الانقلاب ، ففي ظل الرفض الشعبي للوجود الغربي وخاصة الفرنسي ، والتأييد للانقلاب من قبل غينيا وبوركينا فاسو ومالي ، وجود فاغنر ، فإن هذا ينذر باشتعال الأوضاع في المنطقة بشكل غير مسبوق.). -أنتهي-

حتي كتابة هذه السطور مازال الوضع متأزم للحد البعيد بين الدول الاوروبية والسلطة الجديدة في النيجر.

اعرف مسبقا ان كل ما جاء أعلاه عن انقلاب النيجر معروف لدى كل القراء ، ولكن الشيء الذي بصدد الكتابة هو “لماذا حظي الرئيس المعزول / محمد بازوم بكل هذا الاهتمام الدولي الكبير ، والذي يزداد كل يوم أكثر اتساعا وتضامنا معه … وبالمقابل لا يحظي الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان القابع في بدرون طوال (١٠٩) يوم ولو بنسبة (١%) من الاهتمام الذي وجده بازوم ؟!! .

هل رفعت الدول الأوروبية يدها عن مؤازرة البرهان في محنته ومعاركه ضد عدوه اللدود “حميدتي” لانه جنرال دموي ضعيف الشخصية أودي بالسودان الي حافة الهاوية ، وكانت سنوات حكمه طوال أربعة أعوام مليئة بـ المجازر والاغتيالات التي طالت ارواح اكثر من (٦٤) ألف شخص دون ان يتدخل لوقفها ، وشهدت البلاد في عصره الاغتصابات بالجملة وتصفيات للنشطاء السياسيين والشباب الذين خرجوا في مظاهرات سلمية؟!! .

لماذا رفعت الدول الأوروبية والعربية يدها عن مساندة البرهان بشكل جدي في الحرب ضد قوات “الدعم السريع” واكتفت بالمؤتمرات والاجتماعات والتنظير؟!!، لماذا لم تهتم بوضعه المزري في بدرون القيادة العامة وهو رئيس دولة عندها مكانة عالمية؟!! .

لماذا لم تسعي ولا دولة واحدة حماية البرهان من أي أذي قد يلحق به ، ولم تعامله أسوة بالرئيس النيجري محمد بازوم المحبوس في القصر الرئاسي؟!! .

هل تاريخ البرهان الملئ بالسلبيات وسجله الأسود ، وتصرفاته السابقة في اتخاذ قرارات فردية أضرت بالبلد ، كانت الاسباب وراء احجام الحكومات الأجنبية في عدم حرصها علي إنهاء عزلتها العصيبة؟!!…ولماذا اهتمت الحكومات الأجنبية اولا وقبل كل شيء بالوضع المأساوي في السودان دون الاهتمام بالنظر الي موضوع بقائه في ظروف سيئة تحتاج الي تدخل؟!! .

هل حقا الحكومات الأجنبية لا تعتبر البرهان رئيس يستحق الاحترام ، وان التعامل معه مضيعة للوقت والجهد؟!!…وهل قصدت الحكومات الأجنبية  تجاهل البرهان عند عمد وقصد لكي يعرف وزنه الدولي مقارنة برؤساء دول العالم؟!! .

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. عمار السماني يقول

    خلي عندك شوية موضوعية وحيادية في كتاباتك.

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com