مدن السودان تشهر الكرت الأحمر في وجه البرهان

0
لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يخرج السودانيون في أعداد كبيرة في يوم 30 يونيو، الدعوات التي سبقت الموكب كانت كبيرة، حيث علم الداني والقاصي بأن نهاية شهر يونيو سيخرج الشعب السوداني شاهراً الكرت الأحمر في وجه السلطة الانقلابية، التي جثمت على صدور السودانيين أكثر من ثمانية أشهر عقب الانقلاب على شركاء الحكم في الفترة الانتقالية.
ولايات السودان بمختلف مواقعها لم تتخلف عن الميعاد خرجت ولايات دارفور ومحلياتها ومدنها وقراها، مطالبة بتسليم السلطة إلى المدنيين وعودة المسار الديمقراطي المدني، لم تغب الشعارات في المواكب التي وصفها البعض بأنها سيول بشرية.
أكثر من خمسة وثلاثين مدينة سودانية شاركت في لوحة الثورة السودانية، وقدر خبراء بأن السودانيين الذين خرجوا يقدر بأكثر من (13) مليون نسمة بولايات السودان المختلفة.
الجنينة والفاشر ونيالا والضعين كانت من المدن بغرب السودان التي وقعت على دفتر الحضور الثوري، ولم تتخلف بقية المدن والقرى في ولايات دارفور الخمس. ويقول ناشطون بأن 30 يونيو الماضي خرجت ولايات دارفور في مواكب غير مسبوقة للمطالبة برحيل السلطة الانقلابية فوراً.
كردفان الكبرى لم يفتها يوم 30 يونيو، فرسمت ولاياتها ومحلياتها ومدنها وريفها لوحة ثورية تقشعر  لها الأبدان، وطالبوا ثوار الأبيض والفولة والدلنج وغيرها من المناطق في كردفان، برحيل البرهان والمجلس السيادي الانقلابي وتعالت أصوات الثوار بأن يعود العسكر إلى الثكنات.
ثوار ولايات سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض والجزيرة لم يتغيبوا في يوم 30 يونيو، فانطلقت المواكب في الواحدة بتوقيت الثورة، وجابوا المدن والطرقات رافعين شعارات الثورة، منادين بتحقيق العدالة ومحاسبة كل من أجرم في حق الثوار، والتنكيل بهم خلال المواكب التي سبقت 30 يونيو.
أما شرق السودان كان الرئة التي تنفس الثوار عن غضبهم من الانقلاب والانقلابيين، في بورتسودان وكسلا والقضارف، أعلن ثوار الولايات عن عدم رغبتهم في الرجوع إلى المنزل إذا لم يسلم الانقلابيون السلطة إلى حكومة مدنية كاملة، ورفعت شعارات خلال الموكب كـ(السلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات، والجنجويد يتحل).
فيما أرسلت ولايتا نهر النيل والشمالية (دنقلا، وعطبرة وبربر والدامر وشندي) وغيرها من باقي المناطق بالولايات، رسائل للانقلابيين بأن يسلموا السلطة إلى المدنيين، وأن العسكر لن يحكم السودان مستقبلاً، وأن الانقلابات العسكرية لن تجد موطئ قدم في المستقبل السياسي.
العاصمة الخرطوم خرجت كما لم تخرج من قبل على الرغم من قطع الانترنت والاتصالات وإغلاق الجسور قبل يوم من انطلاق المواكب، تسابقت المدن الكبيرة للعاصمة في أعداد الثوار، التي كانت وجهتها إلى قصر الشعب.
المدن الثلاث تسابقت في الوصول إلى قصر الشعب بإزالة  الحاويات التي وضعتها الأجهزة الأمنية في مداخل جسور (الفتيحاب- كبري النيل الأبيض- كوبر- شمبات-  النيل الأزرق- كوبر) قامت الأجهزة الأمنية بفتح جسر الحلفايا وسوبا.
استبسل الثوار في التقدم نحو القصر على الرغم من الآلة الأمنية التي واجهت المواكب بعنف مفرط لاسيما عقب إزالة الحاويات التي صمم الثوار على إزالتها، العنف المفرط أدى إلى استشهاد أكثر من تسعة شهداء بحسب لجنة الأطباء المركزية.
ووصف مراقبون أن يوم 30 يونيو بأنه ملحمة ثورية نادر حدوثها، وقالوا إن بسالة الثوار أكدت بأن  الشباب لديهم قضية مؤمنون بها لا يمكن التخلي عنها أو التراجع، لافتين إلى أن السلطات الأمنية قامت بالتمثيل بأحد الشهداء وجد استنكاراً واسعاً من السودانيين.
وقالوا إن عدد المعتقلين تجاوز الـ(500) معتقل، وأن يوم الملحمة قاد الثوار إلى استخدام جديد في السلمية بإعلان اعتصامات بمدن الخرطوم المختلفة، كانت البداية باعتصام مستشفى الجودة جنوب الخرطوم، ليتبعه عقب ذلك اعتصام المؤسسة ببحري، بالإضافة إلى اعتصام ود درو واعتصام شارع الأربعين بمدينة أمدرمان، الاعتصامات وجدت تجاوباً من القوى السياسية والثورية وقطاع واسع من السودانيين.
ويرى المراقبون بأن رقعة الاعتصامات سوف تتمدد إلى كافة الولايات، وتجري لجان المقاومة بالولايات والمدن المختلفة تحضيرات لإقامة اعتصامات، من أجل الضغط على الحكومة ولفت انتباه العالم  بأن السودانيين يرفضون حكم العسكر.
وقالوا إن الثوار نشطوا في رفع (هاشتاق) (مدن السودان تعتصم)، في دعوة إلى نتشر الاعتصامات بكافة مدن وقرى السودان، لوضع حد لنهاية الانقلابات، وأن يكون انقلاب البرهان آخر الانقلابات العسكرية في السودان، مشيرين إلى أن تحقيق الغاية أصبح قاب قوسين أو أدنى، لا سيما وأن الضغط الثوري في تصاعد، وأن المدن السودانية التي خرجت في يوم 30 يونيو كسبت وحدة قوى الثورة بتوحيد هدفها.
قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com