بعد 7 سنوات.. لماذا استأنف السودان علاقاته مع إيران؟
أعلن السودان، وعلى نحو مفاجئ، استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد 7 سنوات من القطيعة، مبررًا خطوته، التي تأتي في ظل استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع، بأنها لـ”خدمة مصلحة البلدين”.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن “قرار استئناف العلاقات جاء بعد عدد من الاتصالات الرفيعة المستوى بين البلدين”، وأنه “سيخدم مصالحهما المشتركة”.
حفظ التوازن
ويرى يوسف محمد زين، رئيس الحزب الوطني الاتحادي، أن “الأصل في علاقات الدول الدبلوماسية هي خدمة تلك الدول ورعاية مصالحها ومصالح شعوبها”.
وقال محمد زين، لـ”إرم نيوز”، إن “إقامة علاقات مع دول متعددة من شأنه حفظ التوازن لجهة عدم الانحياز لمعسكر إقليمي أو دولي دون آخر”، مضيفًا أنه “بهذا المفهوم يبقى دائماً التوسع في العلاقات أحد ركائز حيادية الدولة ونيل احترام العالم لها وإيران دولة مهمة في المنطقة وفي العالم اقتصادياً وسياسياً”.
وقال بيان الخارجية السودانية، إن “حكومتي البلدين اتفقتا على تطوير العلاقات الودية بينهما على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمصالح المشتركة والتعايش السلمي”.
كما اتفق الجانبان على توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبي البلدين، وخدمة أمن واستقرار المنطقة، إضافة للاتفاق على اتخاذ إجراءات فتح سفارتي البلدين قريباً وإجراء الترتيبات لتبادل الوفود الرسمية.
علاقة مُتجددة
ويشير القيادي في ائتلاف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، عروة الصادق، إلى أن “علاقة إيران مع السودان قديمة متجددة، وأنه خلال فترة الـ30 عاماً الماضية اتخذت طابعا عسكرتاريا أمنيا”، مؤكدًا أنه “إذا حاولت إيران مواصلة مشاريعها العسكرية لن يجني السودان غير المزيد من استمرار الحرب”.
ولفت، في حديث لـ”إرم نيوز”، إلى سعي ما أسماه الانقلاب والحرب لعلاقات خارجية مع إيران من باب الاستقواء العسكري وهو أمر يرى أنه لن يفيد السودان.
وبين الصادق أن “العلاقة مع إيران يجب أن تقوم على مصالح، فهي تريد أن تنفتح على المنطقة وفق المصالح إذا كان كذلك أهلاً بها، وإن كان لتلافي المخاوف التي يخشاها الطرفين نرحب بها، لكن إذا كان استقلال لمشروع عسكرتاري أمني وتمديد الحرب في السودان والمنطقة فهو أمر غير مقبول ويمكن أن يجر البلاد لصف مواجهة غير مطلوبة في الوقت الحالي”.
وفي العام 2016 قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إثر الاعتداء على السفارة السعودية وقنصلية المملكة.
وشهدت الأشهر الأخيرة تحركات باتجاه استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد في اذربيجان بشهر تموز/يوليو الماضي، بوزير خارجية السودان علي الصادق علي، للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سبع سنوات.
إثبات فائدة
ويقول المحلل السياسي طارق عبد الله، إن “العلاقات السودانية الإيرانية قديمة وراسخة وأن تجاربها مع الحكومة السابقة أثبتت فائدتها خاصةً في مجال التعاون العسكري”.
ولفت، لـ”إرم نيوز”، إلى أن “قطع السودان علاقاته مع إيران كان بذريعة التوسع الثقافي الشيعي ما اعتبره أحد أخطاء الحكومة، وقد أثبتت الأيام أن ذلك كان خطأ فادحاً.
وأشار عبدالله إلى أن “استئناف العلاقات مع إيران محاولة للعودة لبدايات الإنقاذ لإعادة تأهيل الجيش والصناعات الحربية وغيرها من الأنشطة الصناعية المتطورة”.