قصص الحرب واللجوء.. مصير مجهول للسودانيين العالقين في مصر (تفاصيل جديدة)

0

روى سودانيون وصلوا إلى دولة مصر المجاورة، فارين من الحرب الدامية في الخرطوم، لـ”اخبار السودان” وقائع صادمة عن أوضاعهم الحالية، وسط غموض يكتنف مستقبلهم حال فشَلْ طرفي الصراع في التوصل لاتفاق يُنهي الحرب ويعيد اللاجئين إلى منازلهم.

عمر الرضي قال إنه وصل مصر قبل أيام من اندلاع الحرب، بتأشيرة دخول علاجية لقضاء فترة لا تزيد على شهر والعودة، بيدَ أنه بعد مرور 8 أشهر وجد نفسه عامل تعبئة في أحد المصانع لمدة 10 ساعات في اليوم حتى يتمكن من توفير احتياجاته.

يقول الرضي إنه جاء إلى مصر برفقة زوجته ومعه ما يكفيه من المال لفترة العلاج، إذ استأجر مسكنًا له وبدأ متابعة العلاج لكن قبل إكمال فترته، انفجرت الأوضاع في السودان باندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي لم تكن في حساباته.

سودانيون يحتجون في معبر وادي حلفا
سودانيون يحتجون في معبر وادي حلفا

وأضاف أنه “أنفق كل ما لديه من مال مدخر حتى نفاده، وأصبح في حاجة إلى الدواء والغذاء، فاضطر إلى إخلاء الشقة التي يقيم فيها مع زوجته لعجزه عن دفع الإيجار”.

وتابع يقول: “رغم حالتي الصحية، اضطررتُ للعمل في أحد مصانع التعبئة فترة تزيد على الـ10 ساعات في اليوم، حتى أتمكن من توفير مصروفات الأكل والشرب فقط، إذ أصبحت أقيم بمكان العمل، بينما ألحقتُ زوجتي بأسرة سودانية نعرفها إلى حين انفراج الأمر”.

وأشار الرضي إلى مواجهته تعقيدات إضافية بعدما أصدرت السلطات المصرية قرارًا بضرورة حصول أي أجنبي بمن فيهم من السودانيين على إقامة رسمية، وتضمن القرار فرض غرامات على المخالفين.

مصير مجهول

من جهته يروي السوداني مصطفى إبراهيم قصة أخرى من قصص ضحايا حرب السودان، ويقول إنه وصل إلى مصر أيضًا قبل أيام من اندلاع الحرب برفقة ابنتيه اللتين تدرسان في الجامعات المصرية، إلا أنه أصبح اليوم يواجه مصيرًا مجهولًا إذا لم تتوقف الحرب بالخرطوم.

وقال إبراهيم إنه فقد عمله منذ الشهر الأول للحرب، إذ أخطرتهم إدارة البنك الذي كان يعمل فيه بالتوقف عن العمل دون أجر لحين إشعار آخر، مشيرًا إلى أنه فقد الآن كل ما ادخره، ولا يعرف كيف يمكن أن تكون عليه حياته في قابِلِ الأيام.

وذكر أنه لا يستطيع العودة إلى السودان في ظل هذه الأوضاع لأنه يقيم في جزيرة “توتي” التي تقع في قلب الخرطوم حيث مسرح العمليات العسكرية، كما لا يستطيع أن يواجه تكاليف الإقامة في المناطق الآمنة بالسودان.

وأشار إلى أنه يعرف كثيرًا من الأسر السودانية التي جاءت إلى مصر وفق ترتيبات مسبقة ولم يكن في حساباتها أن تطول الحرب كل هذه المدة، فوجدت نفسها اليوم وسط مشكلات قد تعصف بحاضرها ومستقبلها.

وأوضح أن بعض الأسر السودانية سجلت بياناتها لدى المنظمات الأممية المعنية بالعون الإنساني وشؤون اللاجئين، إلا أن العون الذي تقدمه لا يكفى الفرد الواحد في معيشته، وهو ما شجع الكثيرين على رفض التسجيل كلاجئين.

سودانيون يتلقون مساعدات من "اليونيسيف"

ومع ذلك فإن المئات من السودانيين ظلوا يتدفقون إلى الأراضي المصرية يوميًّا بالتهريب البري من مدينتي “وادي حلفا وبورتسودان” عبر الصحراء وصولًا إلى مدينة “أسوان” المصرية، هربًا من جحيم الحرب التي ما زالت مستعرة في الخرطوم ودارفور وكردفان، بيدَ أن الهاربين سرعان ما يكتشفون أنهم قد دخلوا في متاهة لا نهاية لها إلا بوقف الحرب والعودة لديارهم.

ويشهد السودان منذ الـ15 من نيسان/ أبريل الماضي حربًا طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تركزت في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وأجزاء من كردفان، وخلفت نحو 9 آلاف قتيل، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.

وفي السابع من الشهر الفائت اتفق الجيش و”الدعم السريع”، في منبر جدة السعودية، على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة، لكن عمليًّا لم يتم تنفيذ أيٍّ من بنود الاتفاق، كما إن المعارك العسكرية بين الطرفين توسعت بشكل لافت في الخرطوم ودارفور، وسط تقارير عن وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com