إشراقة جديدة.. سلطة الطيران تخترق جدار الأزمة !

0
فجأة ودون سابق إنذار دخل قطاع الطيران السوداني في إمتحان عسير لم يتوقعه أكثر الناس تشاؤماً،وقد وضع منسوبيه أمام تحدٍ كبير، وكان الطريق واحداً والخيارات محدودة لا تقبل القسمة على إثنين، أما العبور والنجاح أو العبور والنجاح، ورغم أنهم لم يواجهوا مثل هذه الظروف من قبل إلا أن الإختيار كان مقاومة الرياح وتجاوز المطبات من أجل الثبات واستمرار ذات المسيرة التي كانت قبل 15 أبريل تمضي في تصاعد.
وطوال الأشهر التسعة الماضية فإن منسوبي قطع الطيران كسبوا التحدي وحافظوا على تواصل السودان مع العالم عبر مطار بورتسودان وهو جهد مشترك لسلطة الطيران المدني، شركة المطارات، وشركات الطيران.
ومضت الجهود في ذات إتجاه الانتصار على الصعاب خاصة فيما يتعلق بالمجال الجوي الذي حتمت ظروف الحرب إغلاقه عقب إحتلال مركز الملاحة الجوية الرئيس و الوحيد في السودان الذي تقدم منه خدمات ملاحة جوية متكاملة بأحدث التقنيات الحديثة حيث تعرض للاقتحام من قوات الدعم السريع التي اعتقلت منسوبي السلطة الفنيين لمدة ثلاثة أيام و أمرت بعدم تقديم أي خدمات ملاحية و خلافه.
ووقتها ولحماية الحركة الجوية العابرة للمجال الجوي السوداني و بناءاً عليه أعلن المكتب الإقليمي للشرق الأوسط الإيكاو و مقره القاهرة بإعتباره المكتب الذي ينتمي إليه السودان عدم تمكن منسوبي السلطة الفنيين من تقديم خدمات الملاحة الجوية لأسباب أمنية.
ومعروف أنه وفي مثل هذه الحالات يتولي المكتب الإقليمي للايكاو التبليغ ومن ثم الشروع في عمل ترتيبات بديلة حتى لا تتأثر الحركة الجوية العابرة، ووفقاً لذلك تم إصدار نشرة جوية مفادها إغلاق المجال الجوي السوداني أمام الحركة الجوية لعدم التمكن من تقديم الخدمات الملاحة، و تم التنسيق على أن تتولى دولتي السعودية و مصر إصدار النشرات المتعلقة بالحركة الجوية، و هذا إجراء تنتهجه الإيكاو في مثل هذه الحالات.
والأمر الذي زاد الأمر تعقيداً أن السودان ليس له مركز بديل في أي من ولاياته و نسبة لإحساس منسوبي السلطة بالمسؤولية تجاه هذا الأمر تم التواصل مع الجهات السيادية في الدولة لعمل تنسيق لإنشاء مركز بديل بمدينة بورتسودان بالمطار و لذلك كونت لجنة لهذا الغرض، و بالفعل نجحت في ملامسة ثريا النجاح وجعل المستحيل مُمكناً حيث تم إنشاء المركز البديل في زمن قياسي و بكوادر سودانية خالصة من مهندسين ممرات جوية و مراقبين جويين و إداريين.
وبعد إكتمال المركز و تجريبه من حيث أجهزة الإتصال و الاستطلاع و الأجهزة الملاحية بدأت الخطوة الثانية و هي إقناع الإيكاو بالجهد الذي تم في المركز و رغبة السودان في فتح المجال الجوي لشرق السودان، حيث تمت مخاطبة الإيكاو بالطرق الرسمية عبر المكتب الإقليمي و بناء عليه شكلت لجنة مشتركة بين الإيكاو و المكتب الإقليمي للشرق الأوسط و سلطة الطيران المدني قدم من خلالها السودان خرط القطاع الآمن بشرق السودان مدعوم بخطاب من الجهات المختصة مفاده أن منطقة الشرق تنعم بالأمن والأمان.
وقد تم ترسيم الخطوط الجوية العابرة للمجال الجوي للشرق تم إعداد تقييم للسلامة وتقييم للمخاطر و تم التوقيع على خطابات الإجراءات مع كل من إريتريا و أثيوبيا و جنوب السودان و مصر و السعودية، وتقديم مقترحات و دفوعات من قبل منسوبي السلطة لإقناع اللجنة بتمكن السودان من تقديم الخدمة بصورة آمنة و بالفعل تمت مراجعة كل الأدلة بواسطة هذه اللجنة المشتركة، الي ان وصل عدد الإجتماعيات الي (١٨) إجتماع تخللها الكثير من المراجعات و المطالبات و الموافقات خطوة بخطوة إلا أن تحقق الهدف في الإجتماع رقم (١٨) بالموافقة الكاملة على الأدلة و المراجع التي قدمت من فريق العمل السوداني َمن أصحاب الخبرات و التخصص و المهنية العالية.
و كل هذه الإجتماعات كانت تنسق إسفيرياً عبر الإنترنت من خلال نقطة إتصال في السودان و مندوب السودان لدى الإيكاو، وقد قدم منسوبي سلطة الطيران المدني عمل وطني كبير يستحقه السودان، وعلى أثر ذلك _ وبحسب مصادر رفيعة المستوى بسلطة الطيران المدني _ يتوقع خلال أيام معدودة أن يتم تعديل النشرة الجوية (النوتام) للبداية الفعلية لتدفق الحركة الجوية عبر المجال الجوي لشرق السودان و سيتواصل الجهد و التنسيق من خلال هذه اللجنة لفتح المجال الجوي حسب الخطة المرسومة.
وهذا العمل الكبير والمُقدر يستحق الإشادة والتقدير ويؤكد كفاءة منسوبي سُلطة الطيران المدني لما قدموه من جهد عظيم من أجل البلاد.
قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com