ويعيش معظم اليمنيين في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وبالإضافة إلى صنعاء وشمال اليمن، يسيطر الحوثيون على ساحل البحر الأحمر.

ويعتبر الموقف الرسمي للحكومات الغربية أن الغارات الجوية المستمرة على أهداف الحوثيين منفصلة تمامًا عن الحرب في غزة. ويقولون إن الضربة العسكرية لليمن هي “رد ضروري ومتناسب” على هجمات الحوثيين غير المبررة وغير المقبولة على السفن التجارية في البحر الأحمر.

أما في اليمن والعالم العربي الأوسع، فيُنظر إليها بشكل مختلف إلى حد ما.

هناك، من يرى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تنضمان إلى حرب غزة إلى جانب إسرائيل، منذ أن أعلن الحوثيون أن عملياتهم تأتي للتضامن مع حماس والغزوايين، بل أن هناك اعتقادا يقول إن “الغرب ينفذ أوامر نتنياهو”.

ولا يزال من الممكن أن يكون لهذه الضربات الجوية تأثير مروع على الحوثيين، ومن المؤكد أنها سوف تقلل من قدرتهم على مهاجمة السفن على المدى القصير.

ولكن كلما طال أمد هذه الضربات الجوية، زاد خطر انجرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى صراع آخر في اليمن.

فقد استغرق السعوديون أكثر من ثماني سنوات لإخراج أنفسهم من هناك بعد أن تدخلوا في الحرب الأهلية في البلاد، وأصبح الحوثيون الآن أكثر رسوخاً من أي وقت مضى.

الطريق البديل لحركات الشحن بدلا من المرور عبر البحر الأحمر
التعليق على الصورة،الطريق البديل لحركات الشحن بدلاً من المرورعبر البحر الأحمر

وتقول الولايات المتحدة إن نحو 15% من التجارة العالمية المنقولة بحرا تمر عبر البحر الأحمر. ويشمل ذلك 8% من الحبوب العالمية، و12% من النفط المنقول بحراً، و8% من الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتتهم الولايات المتحدة الحوثيين بأنهم حاولوا مهاجمة ومضايقة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن 28 مرة حتى الآن.

ومنذ ذلك الحين، أوقفت بعض شركات الشحن الكبرى عملياتها في المنطقة، في حين ارتفعت تكاليف التأمين 10 مرات منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ودعمت لندن وواشنطن اسرائيل في اعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر وقتل خلاله نحو 1300 شخص واحتجز نحو 240 رهينة حينها.

فيما أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية التي شملت غارات جوية وعمليات برية ضد حماس في غزة ، عن مقتل 23843 فلسطينيًا حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة في غزة يوم السبت، ويعتقد أن الآلاف ماتوا تحت الأنقاض.