الذباب يحاصر الخرطوم وتوقعات بظهور الكوليرا

0

قبل قدوم عيد الأضحى المبارك؛ بح صوت المتخصصين في التوعية بشأن التخلص السليم من مخلفات الأضاحي لخطورة ماينتج – في خاتمة المطاف – من عدم التخلص الآمن منها، ولكن – وبكل أسف – تجاهل أغلب المواطنين تلك الإرشادات؛ لأن تساهل الجهات في مثل تلك الأمور ظل سيد الموقف، وكالعادة تركت الجلود ومخلفات الأضاحي في كثير من الأحياء ملقاة على قارعة الطريق، فسمنت الكلاب والقطط، وفي جانب آخر تحللت في ظل الغياب المتكرر لعربات النفايات، ماعدا محلية الخرطوم التي استجلبت اسطولاً جديداً ولكنها لم تسلم كرصيفاتها من المحليات الأخرى من غزو الذباب ليفاقم هطول الأمطار والخريف في بدايته الأوضاع، ويزداد الطين بلة، وصارت الخرطوم وأطرافها – على وجه الخصوص – تشكو وتئن من الذباب، خاصة جنوب الخرطوم وامبدات وشرق النيل، أما الأسواق فحدث ولا حرج مع غياب واضح لدور إدارات رقابة الأغذية والأطعمة والفوضى تضرب بأطنابها تلك الأسواق، وإذا مررت بالسوق المركزي للخضر والفاكهة الخرطوم، وكذلك سوق السمك المركزي تجد أن الوضع يحتاج إلى تدخلات عاجلة، وكل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن هناك خطراً محدقاً بالمواطن وهو إمكانية الإصابة بالكوليرا، بعد أن استغنت السلطات عن التسمية القديمة وهي الإسهالات المائية، وكان إطلاق عبارة كوليرا في السنوات السابقة أمراً نادراً.

(اليوم التالي) اتصلت بمديرة إدارة صحة البيئة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، وطرحت عليها بعض الأسئلة الملحة عبر الواتساب، إلا أنها لم تجب،  ويتعلل بعض المسؤولين حال طرح بعض الأسئلة الملحة عليهم كتابة خطابات رسمية لإدارات الإعلام والشاهد في الأمر أن إدارة الإعلام بوزارة الصحة ولاية الخرطوم؛ برئاسة نجوى محمد عبدالرحمن وبقية الطاقم ظلوا أكثر تجاوباً وإعانة للإعلاميين والصحفيين، ويدق مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة بولاية الخرطوم دكتور صلاح الدين حاج حسن ناقوس الخطر إزاء ظهور جيل كامل من الذباب الطائر بعد عيد الأضحى المبارك إزاء الظهور المخيف للذباب قائلاً: إنهم قبل العيد حذروا – مراراً وتكرارا – من تجاهل الأمر لأن نتائجه ستكون غير محمودة العواقب، ورمى حسن الكرة في ملعب هيئة نظافة ولاية الخرطوم باعتبارها المسؤولة عن مكافحة الذباب، كاشفاً عن خطاب عاجل تم تسليمه لوالي الخرطوم، طالبوه بالتدخل العاجل لاحتواء الأمر.

وزاد مدير إدارة تعزيز الصحة خلال حديثه للصحيفة أنهم يتوقعون أسوأ السيناريوهات خلال الأيام القادمة؛ لكنهم تحسبوا مبكراً بإعداد خطة طموحة ممثلة في تدريب مائة وتسعة وتسعين كادراً من كافة الأطر الطبية، وتخصيص مركز للعزل وتحديد مواقع ببعض المستشفيات وتوفير أدوية طوارئ ومحاليل حال ظهور الكوليرا والإسهالات المائية، في ظل مؤشرات واضحة بحدوث ذلك، وشدد دكتور صلاح على حتمية محاربة الذباب،فيما زار والي ولاية الخرطوم أمس وزارة الصحة ولاية الخرطوم، لمناقشة جملة من الأشياء، وحتى كتابة هذا التقرير فإن اليوم التالي لم تتحصل على غرض الزيارة، إلا أن مدير إدارة تعزيز الصحة جزم بأن بند توالد الذباب وتدهور صحة البيئة بالولاية سيكون هو الأساسي، باعتبار أن الوضع لا يحتمل السكوت والمواربة، ويجأر مواطنون بالشكوى من تنامي توالد جيوش الذباب مع ظهور أنواع جديدة منه، بجانب الشكوى من عكارة مياه الشرب، كيف لا وأن موسم الدميرة حول لون مياه النيل إلى اللون الأحمر، وعلمت (اليوم التالي) من مصادرها أن جمعية الهلال الأحمر السوداني وضعت خطة كعادتها للتعاون مع إفرازات الخريف، باعتبار من هيئة الأرصاد الجوية توقعت هطول أمطار فوق المعدلات؛ مما ينبئ بظهور عدة أمراض، وأثبتت فحوصات معملية بعدة مناطق، خاصة شرق النيل، ارتفاعاً في حالات الإصابة بالملاريا المعوية، وهو أمر آخر يدعو إلى تكثيف الجهود ومحاربة البعوض، إلا أن مدير إدارة تعزيز الصحة – في خاتمة حديثه – يؤكد عدم تسجيل إصابات بالكوليرا أو الإسهالات المائية اوالتسمم الغذائي إلى يومنا هذا، إلا أن البيئة تظل مواتية لحدوث أمور كارثية، في ظل إهمال محاربة الذباب وعلى خلفية ذلك انتعشت تجارة البخورات وأنواع معينة من الحطب التي تستخدم داخل المنازل والمطاعم لطرد الذباب، ولكن دون جدوى، في ظل صمت مطبق للسلطات وبروز مطالبات لتنفيذ حملات رش عاجلة.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com