زلزال ثقة يهز قواعد الجيش السوداني (التفاصيل)

0

عرف الجيش السوداني، الذي أنشأ في 1925، بخبرته القتالية الطويلة التي أكتسبها من خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية، وما خاضه من معارك بسبب التمرد والحروب الأهلية سواء في الجنوب أو إقليم دارفور في الفترة ما بعد الاستقلال (1956).

كما يعد الجيش السوداني من أقوى وأكبر الجيوش في منطقة القرن الأفريقي بحجم قوات يراوح عددها بين 100 و150 ألف جندي، وتتكون بنيته التحتية من قوة عسكرية كبيرة تتمثل في مصانع للمدرعات والآليات الثقيلة ومصانع للأسلحة والذخائر وموارد بشرية تشمل أفراداً مدربين في عدة مجالات ذات صلة بالنشاط العسكري والحربي.

لكن تطاول أمد الحرب التي يخوضها الجيش السوداني مع قوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي أثار تساؤلات عدة عن سبب عدم حسمه هذه الحرب بالسرعة المطلوبة، فما واقع وحال الجيش الذي شارف على إكمال 100 عام على تأسيسه؟

عقيدة قتالية

يقول عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين اللواء معتصم العجب، “في الحقيقة أن الجيش السوداني الحديث اتبع منذ تكوين نواته الأولى قبل عام 1955 نظام انضباط عسكري صارم قائم على العقيدة القتالية، وعرف بشراسة القتال وقوة التحمل خلال المعارك التي خاضها بخاصة الحرب الأهلية في جنوب السودان خلال الفترة من 1955 إلى 2005، وكذلك الحرب العالمية الثانية حين شارك عدد من الجنود السودانيين في معارك بالمكسيك عندما كان السودان محتلاً من قبل بريطانيا”.

وبحسب اللواء العجب، فإن وحدات من الجيش السوداني تمكنت من دحر القوات الإيطالية التي حاولت احتلال مدينة كسلا في شرق البلاد، وأبلت تلك الوحدات بلاء حسناً رغم مشاركة الطيران الحربي التابع لروما في القتال”.

وأضاف “استمر الجيش في نفس النهج بخاصة في مسألة الاختيار للالتحاق بالكلية الحربية الذي كان مفتوحاً لكل السودانيين شريطة اجتياز الشروط المطلوبة، لكن تغيرت الحال عندما استلم تنظيم (الإخوان) الحكم في سنة 1989، إذ أصبح الاختيار لهذه الكلية يتطلب تذكية من التنظيم الحاكم وذلك ابتداءً من الدفعة 40، فضلاً عن خلقه أجساماً موازية للجيش ككتائب الدفاع الشعبي التي جرى تكوينها مطلع تسعينيات القرن الماضي وزج بها في حرب الجنوب، ثم تشكيل ميليشيات الجنجويد في 2003 لتقاتل نيابة عن الجيش خلال حرب دارفور ليتم الاعتراف بها رسمياً باسم قوات (الدعم السريع) في سنة 2013 بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)”.

وتابع العجب “كما سُرح بعد توقيع اتفاق نيفاشا عام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق عدد كبير من الجنود والضباط على أساس الحفاظ على نسبة الجيش، وفي تقديري أن كل هذه الأحداث والأفعال أدت إلى هدم منظومة الضبط والربط في القوات المسلحة، فضلاً عن خرق القوانين العسكرية التي لا يعلو عليها، فتكسير القوات المسلحة هو السلم لاعتلاء كرسي السلطة”.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com