سودانير والكابتن ابوسن..ضد المنطق

0
سودانير والكابتن ابوسن..ضد المنطق
غريب أمر شركة الخطوط الجوية السودانية.. ففي الوقت الذي يفترض بها أن تنهض فإنها تدهورت، وفي الوقت الذي كان يجب أن تتراجع فإنها نهضت.
ففي فترة نظام الإنقاذ وتحديدا بين العام 1999 إلى العام 2011 شهد السودان نمو اقتصادي جراء الانتعاش في الإيرادات نتيجة لتصدير البترول، وهي الحقبة التي كان يجب منطقيا أن تنهض فيها سودانير لتوفر الإمكانيات لدي الحكومة غير أن هذا لم يحدث.
وعقب نجاح ثورة ديسمبر في ازاحة نظام الإنقاذ فإن الأوضاع الاقتصادية لم تكُن مواتية لنهضة الشركة وكل الظروف كانت ضدها، غير أن حكومة الدكتور عبدالله حمدوك افردت لها إهتمام فكان أن بدأت الشركة في التحسُن نسبياً بصيانة الطائرة وعودتها للتحليق إلى القاهرة ونيالا،و مجددا دخلت الشركة في منعطف آخر عقب ماحدث في 25 أكتوبر ثم اندلعت الحرب في 15 أبريل.
ظاهريا كان كل شئ ضد الشركة في ظل التراجع الإقتصادي الحاد وفقدانها لاصولها بالعاصمة الخرطوم،
ولكن رغم ذلك فإن سودانير خلال هذه الفترة نجحت في إستعادة محطة الجنينة قبل إندلاع الحرب وكذلك تشغيل الخط الجوي الخرطوم، بورتسودان، القاهرة ثم جاء الإنجاز الكبير باستئناف رحلات جدة قبل الحرب بيوم ولحد وهي التي كانت تنطوي على حكمة ابعدت طائرة الشركة الوحيدة من الحريق بالخرطوم يوم السبت الذي تغادر فيه الي القاهرة عصراً.
وحتى حينما حالت الحرب دون عودة الطائرة إلى السودان فقد استفادت الشركة من التعاقد مع شركة النيل، وبعد أن استأنفت نشاطها من بورتسودان شهدت تطور واضح بإضافة محطة مسقط لتصل رحلاتها إلى عشرة في الأسبوع.
واعتبارا من السابع والعشرين من هذا الشهر فإن رحلات سودانير الأسبوعية سترتفع إلى 17 رحلة عقب الإعلان عن رحلة يوميا إلى جدة التي لن تكون سقف الطموح ونهاية المطاف ففي الطريق الشارقة وطائرة ثانية.
هذه الحقائق توضح أن سودانير شركة استثنائية يمكنها التحليق في أحلك الظروف، وماحدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة يعود بطبيعة الحال إلى كل منسوبيها وعلى رأسهم الكابتن إبراهيم علي ابوسن الذي اثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنه مدير متميز صاحب بصمة وجهد، فإن اخفقت الشركة كانت ستذهب أصابع الاتهام ناحيته بوصفه س الأول وبذات القدر في فترة التطور التي تمر بها كن تحسب لصالحه لأنه قائدها الذي تمكن من وضعها في المسار الصحيح، وإذا مضت الأوضاع بذات الوتيرة الحالية فمن المرجح أن تستعيد الشركة تحت قيادته كامل عافيتها.
نعم.. ترتكز سودانير على خبرة كبيرة وإرث ضخم ولكن تظل دعوات محبيها من أسباب صمودها أمام الاعاصير وتجاوز المطبات.
قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com