أثار توقيع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، على ميثاق السودان التأسيسي مع ميليشيا الدعم السريع، استنكارًا واسعًا في أوساط مجتمع ولاية جنوب كردفان-إقليم جبال النوبة. وقد عبّرت شبكة المنظمات الوطنية العاملة في الولاية، ومجلس عموم النوبة، ووحدة الكيان، واتحاد عام النوبة، والإدارات الأهلية، عن رفضها القاطع لهذه الخطوة، معتبرة إياها قرارًا فرديًا لا يمثل تطلعات شعب جبال النوبة.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في مدينة بورتسودان، أكد المتحدثون باسم هذه الكيانات على أهمية الحفاظ على وحدة مجتمع جبال النوبة، وضرورة النأي به عن كل البرامج التي تدعو إلى التجزئة. كما طالبوا بعزل الحلو وطرده من قيادة الحركة الشعبية، ومنع ميليشيا الدعم السريع من دخول جبال النوبة، محذرين من مغبة نقل الحرب إلى المنطقة وإعادة سيناريو العنف.
مخاوف من تكرار سيناريو العنف في جبال النوبة
يرى مراقبون أن توقيع الحلو على هذا الميثاق يمثل خطوة أولى نحو تنسيق عسكري مشترك بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع، مما ينذر بتصعيد الصراع في المنطقة. وقد انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عناصر من الطرفين في معسكرات تدريب مشتركة، مما زاد من حدة المخاوف.
تناقضات في مواقف الحلو
ومن المفارقات العجيبة أن الحلو الذي أشاد بمواقف قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في نيروبي، كان قد اعترض في عام 2020 على قيادة حميدتي لوفد الحكومة الانتقالية للتفاوض مع حركات الكفاح المسلح في جوبا، وانسحب من المفاوضات احتجاجًا على اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في السودان.
دعوات للتماسك والتصدي للمخطط
وفي ظل هذه التطورات، دعا مراقبون أبناء جبال النوبة والكيانات السياسية والمجتمعية إلى التماسك وتوحيد الجهود للتصدي لهذا المخطط الذي يفتح الباب أمام ميليشيا الدعم السريع لارتكاب انتهاكات في المنطقة. كما طالبوا الحكومتين المركزية والولائية بتعزيز التنسيق العسكري والأمني لإفشال هذا المخطط.
ختامًا
يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور في الأيام المقبلة، وما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى تصعيد الصراع في جبال النوبة.
