تتزايد الضغوط الدولية على دولة الإمارات العربية المتحدة بعد تقارير جديدة تكشف عن تورطها المتواصل في دعم ميليشيا الدعم السريع في السودان، في ظل استمرار الصراع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وبحسب ما نشرته صحيفة “الكرامة” في تقرير موسّع للكاتب أشرف إبراهيم، فإن الدعم الإماراتي المزعوم أصبح يأخذ أبعادًا أكثر خطورة مع الحديث عن إنشاء مطار جديد على الحدود التشادية يُستخدم كمركز لوجستي لنقل الإمدادات العسكرية إلى الميليشيا.
مطار أم جرس.. البوابة الخلفية للدعم الإماراتي
تشير المعلومات إلى أن الإمارات قامت بتمويل بناء مطار في مدينة أم جرس التشادية، الواقعة على مقربة من الحدود السودانية. ويُعتقد أن هذا المطار، بحسب تقارير استخباراتية وصور أقمار صناعية، يُستخدم كمركز رئيسي لتأمين الإمدادات اللوجستية والعسكرية لميليشيا الدعم السريع، في خطوة اعتبرها مراقبون دليلاً واضحاً على انخراط الإمارات في الحرب السودانية بصورة مباشرة.
الإمارات والحرب في السودان.. صمت دولي مريب
الصوت البارز في هذا الملف، هدسون غريغوري، الخبير في شؤون أفريقيا والناشط الحقوقي، لم يتوقف عن التنديد بما يسميه “الصمت الدولي المخجل” تجاه الدور الإماراتي في السودان. ويتساءل غريغوري: “إلى متى سيبقى مجلس الأمن متفرجًا بينما تستمر دولة مثل الإمارات في تأجيج الحرب في السودان عبر دعم ميليشيا خارجة عن القانون؟”
يؤكد التقرير أن ما يُعرف بـ”الدعم الإماراتي لميليشيا الدعم السريع” لم يعد مجرد اتهام سياسي، بل أصبح موثقًا عبر أدلة تشمل شحنات أسلحة، عربات مدرعة، وأموال طائلة يتم تحويلها عبر قنوات غير رسمية، بالإضافة إلى مساعدات طبية يُزعم استخدامها كغطاء لنقل الدعم العسكري.
مطالب بإدانة دولية للدور الإماراتي في السودان
في ظل استمرار التدخل الإماراتي في السودان، تزايدت الأصوات المطالبة باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضد أبوظبي. وتشمل هذه المطالب فرض عقوبات دولية على الإمارات بسبب خرقها الصريح لحظر توريد الأسلحة المفروض على الأطراف المتنازعة في السودان.
ويشير التقرير إلى أن التأثير المالي والسياسي الذي تمارسه الإمارات على بعض المؤسسات الدولية قد يُفسّر سبب غياب الإدانة العلنية حتى الآن، ما يستدعي موقفًا أكثر حزمًا من مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.
المجتمع السوداني يطالب بوقف التدخلات الخارجية
من داخل السودان، يتصاعد الغضب الشعبي تجاه ما يُعتبر تدخلًا خارجيًا يُطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين. وتطالب منظمات المجتمع المدني السوداني بضرورة وقف ما يسمونه “الدعم الإماراتي للدعم السريع”، مع دعوات لفتح تحقيق دولي شفاف حول المساعدات التي تصل إلى الميليشيات المسلحة عبر مطار أم جرس ومنافذ أخرى.
خاتمة: هل يُحاسب المجتمع الدولي الإمارات؟
في ظل الأدلة المتزايدة على ما يوصف بـ”الدور الإماراتي في دعم ميليشيا الدعم السريع”، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي ومدى استعداده لتحمّل مسؤولياته. هل ستبقى الإمارات بعيدة عن المساءلة رغم تورطها في صراع دموي يهدد وحدة واستقرار السودان؟ أم أن العدالة الدولية ستقول كلمتها أخيرًا؟
