مقالات الراى

حول الرُؤيا المنامية لشيخ الإعتصام

بقلم صبري محمد علي

‍♀️‍♀️
أما وقد أقسم الشيخ محمد هاشم الحكيم من على منبر الجمعة بالأمس بصدقه فيما يقول فذاك أمر سيُسأل عنه أمام الله وسنكتفي بقسمة
الشيخ الحكيم هو من مناصري ثورة ديسمبر (الما مجيدة) وأحد خُطبائها يوم ذاك
وللرجل صفحة مُحترمة على (الفيس بوك) مليئة بالحضور الطاغي و مباهج الدنيا والبِدَل و رُباطات العُنق والعُمامات ومتاجر للعسل وذلك متاع الحياة الدنيا وللشيخ أن ينهل منه كيف شاء (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعبادة والطيبات من الرزق (الآية) .
والشيخ كان قد ذكر بعد قسمه بصدق الرواية أنه رأي في المنام حبيبنا وغرة أعيننا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
و وصف المجلس كيف كان والدرج الذي صعده في رؤياه المنامية حتى جلس بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم
الشيخ يقول …..
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن الحرب قد إنتهت و أوصاه
قال الشيخ ……
إنه لا يذكر صيغتها ولكن معناه
قل أو بلِّغ عني الجيش والدعم السريع ليتفاوضوا ! (إنتهي)
وسأنقُل هُنا تعقيب فضيلة الشيخ الدكتور حسن الهواري
الذي قال …..
الشيخ محمد هاشم الحكيم رجل موثُوق وله غَيرَة علي الدين والدعوة
ثم قال ….
إنه لم يقُل أنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم على هيئته وصورته الحقيقية
(مما يُفهم من حديث الدكتور الهواري أنها شرطاً لصحة الرؤيا)
ثم قال الدكتور حسن الهوراي
إن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يُشرِّع بعد وفاته و ذلك بإجماع أهل العلم *المنامات لا تقوم بها حُجّة ولا يُعتمد عليها*
ثم قال ….
ليته لم يحكي هذه الرؤيا لأنها ستُلبِّس على كثير من الناس
ثم أتبع الشيخ الهواري …..
المُصالحة و عدمها تحكمها قواعد شرعية وسياسية وعسكرية وغيرها
وختم الشيخ الدكتور الهواري حديثه بقوله …..
*نحنُ لا نتّفق معه إطلاقاً في هذا* (إنتهى كلامة)
إذاً كان هذا …..
هو رأي أهل العلم
فأقول للشيخ الحكيم وبكل إحترام وتقدير وساكون حذراً في إختيار الكلمات حتى لا تُفسّر لغير ما أعني
إذا كان الخطاب في الآية (٩) من سورة الحجرات ( وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله ….) الى نهاية الآية الكريمة
وإذا كان الخطاب في (فقاتلوا) مُوجّهاً لعامة المؤمنين بأمرهم بقتال الفئة الباغية بعد إستنفاذ محاولات الصُلح
ألم يكن قبل إتفاق (جدة) مسعاً للإصلاح
سعى فيها من سعى من الوطنيين والحربيين والقادة فهل قبل بها (حميدتي) !
ثم جاءت (جدة) وعُقدت الهُدنة مراتٍ و مرات أما غُدر بالجيش خلالها !
ودعنا نتوقف مرة أخرى عند قوله تعالى (فقاتلوا التي تبغي) لم يصّطف الشعب السوداني بكل أطيافه خلف قواته المسلحة؟
وأن إيقاف القتال أيها الشيخ الجليل جاء في هذه الآية مُقيّداً بشرط (حتى تفئ الى أمر الله)
فهل فاءت هذه الفئة و أوقفت القتل والنهب و الإغتصاب و ترويع الآمنين وسفك الدماء؟
هل تم ذلك حتى يتفاوضوا؟
وعلى ماذا يتفاوضوا أصلاً
أعلى الدماء والأعراض والأرواح التي ذهبت ولن تعود !!
بعض الذين علقوا بالأمس عبر الوسائط طالبوا الشيخ إن أراد تغيير موقفه داعماً لإيقاف الحرب أن يُعلنها صراحة بعيداً عن (الرُؤية المنامية) التى لا يُمكن أن يُبنى عليها قرار جيش ومصير أمّة
ونحن إذ نحسن الظن بالشيخ الحكيم نسأله ….
هل منابر الجمعة هي لوعظ الناس وتبصيرهم بأمور دينهم أم مكاناً لسرد (الرُؤيا المنامية) وإن سبقها قسم مغلظ سيُسأل عنه صاحبه

*غفر الله لنا و لكم*

السبت ٣١/مايو/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com