الأمم المتحدة ترهن وصول المساعدات للفاشر بالحصول على ضمانات أمنية
الأمم المتحدة ترهن وصول المساعدات للفاشر بالحصول على ضمانات أمنية
حذرت الأمم المتحدة من استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، المحاصرة منذ مايو 2024، مؤكدة أن غياب الضمانات الأمنية يمثل أكبر عائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقالت دينيس براون، الممثل المقيم للأمم المتحدة بالسودان، في تصريحات خاصة لـ “سودان تربيون”، إن الأمين العام للأمم المتحدة دعا مراراً إلى وقف إطلاق النار في الفاشر، لكن المنظمات الإنسانية لم تتمكن من الوصول إلى السكان هناك منذ أكثر من عام كامل. وأضافت:
“القوات المسلحة السودانية وافقت على دخول فرق الإغاثة، بينما رفضت قوات الدعم السريع، وهذا ما يعقد مهمتنا بشكل كبير. نحن بحاجة ماسة لضمانات أمنية كي نتمكن من أداء عملنا بشكل آمن.”
وأشارت براون إلى أن غياب الأمن والضمانات يعرّض العاملين الإنسانيين للمخاطر، مؤكدة أن بعض فرق الإغاثة فقدت الاتصال بأشخاص كانوا يحاولون تقديم المساعدة، مضيفة:
“لقد فقدتم سودانيين، ونحن فقدنا بعض العاملين في المجال الإنساني. هذا الوضع يمثل عائقاً كبيراً أمام عملنا.”
وأوضحت المسؤولة الأممية أن الوضع الصحي والغذائي في الفاشر مقلق للغاية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، إضافة إلى مشاكل في الصرف الصحي والرعاية الصحية، مما يجعل كل يوم يمر تحت الحصار تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.
وأكدت دينيس براون أن الأمم المتحدة ما زالت على تواصل مع جميع الأطراف المعنية، لكنها شددت على أن التعاون من قبل قوات الدعم السريع ضروري حتى تتمكن الفرق من دخول المدينة بأمان وتقديم المساعدات العاجلة للمحتاجين.
وفي هذا السياق، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية إذا استمر الوضع على حاله، داعية المجتمع الدولي للضغط على جميع الأطراف لضمان سلامة المدنيين وتأمين ممرات آمنة للوصول إلى المحتاجين.
وقال أحد خبراء الشؤون الإنسانية في الخرطوم إن استمرار حصار الفاشر لأكثر من عام، دون إمكانية إيصال المساعدات، قد يؤدي إلى نزوح جماعي جديد ويزيد من معاناة آلاف الأسر التي تعتمد على الدعم الإغاثي الخارجي للبقاء على قيد الحياة.
وختاماً، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في الفاشر يمثل اختباراً حقيقياً للمجتمع الدولي، وأن تقديم المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يكون ممكناً إلا إذا تم توفير ضمانات أمنية فعّالة لجميع فرق الإغاثة داخل المدينة وخارجها.
