صراع الانقلابيين المخفي وثورة الجياع

0
عثمان قسم السيد
بشفافية محمد حمدان دقلو “حميدتي”  لفتت نظري وأسترعت انتباهي ، مدى الأزمة المستفحلة والتشرزم بين الانقلابين ، فالانقلابيون أنقسموا إلى جبهتين متحاربة إحداهما بقيادة البرهان والأخرى بقيادة حميدتي….
المتفكر فى قرأت كواليس خطاب حميدتي الأخير يكشف مدى التصدع والأزمة الداخلية بينهم ، فحميدتي لعب دورا جوهريا فى الثورة السودانية من جانب عدم تنفيذ تعليمات المخلوع البشير بفض إعتصام القيادة العامة ووقوفه لصف اللجنة الأمنية ألتي إقالة المخلوع فالرجل لم يقف إراديا إنما مجبرا…
ظهور كوادر الإسلاميين خلف البرهان ودعمه له والاستماته من أجل كسب عودتهم مرة أخرى عبر بوابة الجيش بقيادة البرهان وظهور كوادر المؤتمر الوطنى المحلول وبعض الإسلاميين بوسائل الإعلام  والمظاهرات الماضية دعما للعسكر وإبطال أي إتفاق مع أحزاب قوى الحرية والتغير خصوصا البعثيين والشيوعيين وقوي الثورة …
كل هذه البوادر تشكل خطرا على وجود حميدتي فى رأس قوات الدعم السريع ومجلس السيادة فالرجل هو العدو الأول للإسلاميين باعتباره الأبن العاق والعاصي والمتمرد على سلطتهم وحكمهم وبالتالى التعاون واستعطاف البرهان ودعمه فى نظر قيادة الإسلاميين هو الأمل الوحيد لعودتهم والانتقام من عدوهم اللدود حميدتي .
خطاب حميدتي أن كان هو من صاغه أو الأيادي الخفية ألتي تقود الرجل من الكواليس هى من صاغته فهى أو هو أرادوا أن يرسلوا رسالة واضحة ومفادها بأنني لن نقبل بأي تسوية لعودة الإسلاميين والكيزان عبر البرهان وإلا إعلان التسوية بإنهاء الانقلاب وكشف المستور
حميدتي فيما ذكره بأن انقلاب 25 أكتوبر كان خطأ ارتكبه بالمشاركة والانقلاب على حكومة مدنية بدأت فى حلحلة الأوضاع السياسية والإقتصادية بأيزاع البرهان وقادة الجيش والإسلاميين من خلفهم .
خطاب الرجل أوحي لنا مدى خطورة الأوضاع داخل الانقلابيين أنفسهم وتشرزمهم وانقسامهم وفقد الثقة فيما بينهم ومعروف أن هدفهم الحكم والانفراد بالسيطرة الكاملة على السلطة وأبعاد المدنية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة كما الحال بالجارة الشمالية مصر ورئاسة عبدالفتاح السيسي للسلطة .
السيناريو يتم تنفيذه على قدم وساق من أجل السيطرة الكاملة للجيش على مقاليد السلطة وبدأ مرحلة ديكتاتورية عسكرية جديدة وعهد ملئ بالظلم والفشل والحروبات والتشرزم فى وطن لم يذق طعم الحرية والديمقراطية يوما .
إذا كان العسكريين يتجاهلون أو يتقافلون عن الأوضاع السياسية والإقتصادية المتهالكة واقتراب ساعة الإنفجار الشعبي بسبب شدة الأزمة الإقتصادية والفقر والتدهور الأمني فسوف لن تحميهم الدروع العسكرية ولا الحراسات ولا السلطة من إنفجار الشعب …
السودان يتجه إلى الانهيار فى ظل عدم وجود حكومة مستقرة ومدنية ومنتخبة بإرادة الشعب وبرلمان دستوري يشرع ويصدر القوانين وسلطة تعود الأمور إلى مسارها الصحيح وتشاكس الانقلابيين سوف يعود عليهم بالوبال عليهم مع اشتداد الضغوط الدولية عليهم واقتراب استصدار عقوبات دولية على معاقي التحول الديمقراطى بالبلاد…
الصراع الخفى بين الانقلابيين وجبهاتهم وإعلامهم المضلل سيقود البلاد إلى مهالك لا يعلمها إلا آلله وجحود وطمع السلطة برات تتسع ودائرة الفساد بدأت تتسع و تأكل أطراف الدولة وارتفاع الأسعار بدأ يلوح بإنفجار قريب وندرة السلع الإستهلاكية والأدوية بدأ يلوح  بانفجار ثورة الجياع
فأدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان وصدور العقوبات الدولية فمسألة الوساطات والوفود الأممية بدأت تتقلص وبوادر كثيرة بدأت تظهر رويدا رويدا …… فأعقلوا
قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com