محمد (شعيرية).. قصة شهيد أبكى ودمدني واشعل نار الغضب

0

نقلها من حي الدباغة بودمدني / مزمل صديق

* تشييع مهيب

يقول الاديب العالمي (الفونس دي لامارتين): الحزن المشترك يجمع بين قلوبنا في روابط اقرب من السعادة، والمعاناة المشتركة هي روابط اقوى بكثير من الافراح المشتركة …. جسدت مدينة ودمدني تلكم المعاني تتقدمها لجان مقاومة ودمدني واصدقاء الشهيد واسرته بحي الدباغة الشهير وهي تشييع ابنها الشهيد محمد فيصل خلف الله لمثواه الاخير بمقابر ودمدني مساء امس الجمعة، وشهدت المدينة احتجاجات واسعة استمرت حتى صباح امس السبت اسفرت عن عدد من الاصابات بينها اصابة بالرصاص الحي بجانب عدد من الاصابات بالغاز المسيل للدموع فضلا عن جملة من الاختناقات.

* إغلاق المدارس لأجل غير مسمى

الى ذلك أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة عن استمرار اغلاق المدارس لاجل غير مسمى نتيجة للاحداث المتطورة التي تشهدها مدينة ودمدني.

* تتريس بالكامل

ترست لجان مقاومة ودمدني المدينة بالكامل بما فيها اغلاق كوبري حنتوب الذي اشعلت فيه النيران صباحا احتجاجا علي استمرار القمع الذي يشهده الثوار العزل من قبل القوات النظامية، الي ذلك اغلق ثوار مدينة حنتوب الطريق القومي مدني القضارف .

* الشهيد اخلاقه عالية

والعبرة تسبق الدموع قال والد الشهيد الحاج فيصل خلف الله: ان ابنه ظل محبوباً واخلاقه عالية وسط أهله وأصدقاءه الثوار، وأوضح ان الشهيد أكبر أبناءه( ابوبكر ومآب) وهو في السنة النهائية بجامعة ودمدني الاهلية تخصص محاسبة، وقال: تقبلت خبر استشهاده منذ مساء الخميس حيث كان في غيبوبة كاملة لحظتها، واضاف: عقب صلاة الجمعة مباشرة اخبرني د.محمد ابراهيم أخصائي الصدر ان قلب الشهيد ما زال يعمل بينما توقف التنفس بجانب ان الدم فصل من الرأس (وفاة سريرية)، وأردف : تقبلت الامر لأن لله ما اراد وكان الاطباء ينتظرون توقف القلب لنزع الاجهزة عن الشهيد الذي احتسبته عند الله تعالى، وأوضح ان والدته ماريا ابوبكر حجازي صبرت وتقبلت امر الله بجلد وقال : أصيبت والدته في ذات المكان الذي اصيب فيه ابنها الشهيد وفي ذات الوقت حيث سبقته باصابة في الرأس بواسطة (دبشك) من القوات النظامية، وردد والد الشهيد والدموع تتساقط : محمد عافي منو ورضيان عليهو وكنت منتظر يتخرج في شهر مايو المقبل عشان اسفرو السعودية ويشيل اخوانو وانا نازل للمعاش هذا العام ولكن الحمد لله على ما اراد .

* أمنيتي أدخل الجنة عشان الاقي شعيرية بس

قال احمد ضياء الدين ابن خالة الشهيد وصديقه المقرب، عايشت لحظات وفاته وكنت ملازما له طيلة فترة مكوثه بالمستشفى، وذكر انه كان يدقق في تفاصيل الشهيد وكيف تحول وضع الثائر بعد اصابته وعشت لحظات عصيبة ولكن دي ارادة ربنا، واردف: كان محبا لوطنه وعندما اصيب كان يدافع عن شرف اخواته، وردد: انت في البلد دي تدافع عن شرف اخواتك يقتلوك، وقال: أمنيتي الوحيدة ادخل الجنة عشان الاقي شعيرية بس.

* الثورة مستمرة وكل يوم ننتج شهيد

قال معاذ عبدالمنعم ابن خالة الشهيد محمد فيصل (شعيرية)،، الشهيد ما غالي علي ربه ولا وطنه وهو ثائر من طراز فريد، وكشف عن إصابة سابقة للشهيد كسر في احد اضلعه ولكنها لم تثنه عن واجبه وثوريته، وقال : الشهيد هو الليدر لشباب المقاومة بحي الدباغة وجاره عميد الشهداء محمد عبدالسلام، واستعرض معاذ تفاصيل اصابة والدة الشهيد وابنها في موكب ١٧ يناير في المنطقة الواقعة بين القسم الاول والمدنيين وقال: عندما علم الشهيد باصابة والدته توجه بكل شجاعة وجسارة للعساكر حيث تمت اصابته في الفك وتحت الرقبة وكسر في السلسلة الفقرية، وأوضح انهم قاموا بكل الترتيبات لنقله للخرطوم بعد توفير الاسعاف وجهاز الاكسجين واخصائي المخ والاعصاب ولكن ارادة الله رأت غير ذلك، ونوه للدور الكبير للجان مقاومة مدني الذين لازموا الشهيد منذ لحظة اصابته وطيلة فترة مكوثه بالمستشفى بجانب تشييعه فضلاً عن قيامهم بالدور الاكمل في كافة مراسم العزاء واردف: الثورة مستمرة وكل يوم بننتج شهيد ومارقين للشهادة سلميا الى ان يتعافى الوطن.

* زول حبوب وأخو اخوان

بتلك العبارة ابتدر وائل طه خليفة صديق الشهيد حديثه، ولفت للعلاقات المتميزة للشهيد على مستوى مدينة ودمدني وقال : الشهيد قلبو ابيض وزول حبوب واخو اخوان وهو صديقي منذ الثانوي واستمرت العلاقة في الجامعة حيث ندرس بذات الدفعة وذات التخصص.

* فقد عظيم

افتقدته لجان المقاومة بودمدني لجهة انه احد ركائز الثورية بينهم، الشهيد محمد فيصل بكته مدينة ودمدني عن بكرة أبيها وخرجت لتشييعه لمثواه الأخير في مشهد لم يمر على المدينة الثائرة من قبل، وأوضح احد ابناء حي الدباغة جمال سليمان محمد الامين ان محمد فيصل فقد عظيم للمدينة بصفة عامة و لحي الدباغة بصفة خاصة وقال : في الافراح والاتراح كان يتقدم الجميع بجانب انه وعبر لجان المقاومة كان يقوم على خدمة الناس في توفير الخبز والغاز وهو زول هميم وحبوب واضاف: خبر استشهاده ما زلنا بين مصدق ومكذب له وهو صدمة ما زالت تلازمنا.

* يا نجيب حقو يا نموت زيو

قال عمار علم الدين عباس أحد أصدقاء الشهيد: الشهيد اكثر من اخوي والي الآن لا اصدق وفاته ولكن يا نجيب حقو يا نموت زيو.

الجريدة

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com