السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية: ساعات النظام “قربت”

0

الآن لا توجد دولة قانون والعسكريون فشلوا في إدارة اقتصاد البلاد
وفد إيقاد اجتمع معنا مرتين وطلبوا مقترحاتنا لحل الأزمة الحالية
توازن القوى يميل الآن لمصلحة الشارع بدخول جهات جديدة

حوار- محمد عبد المجيد

ظل الحزب الشيوعي السوداني على مر التاريخ السياسي فاعلاً أساسياً في كل الحراك المناوئ للأنظمة الشمولية، وراع لكل الثورات التي انتظمت البلاد.. ومنذ وقت مبكر بعد التوافق على الشراكة بين المكونين العسكري والمدني على الفترة الانتقالية اختار الحزب، أن يغادر منصة الحرية والتغيير إلى ما يشبه المعارضة، كونه يرى أن الثورة اختطفت. رؤية الحزب تحدث عنها السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية محمد المختار محمود في حوار مع (الحراك)، مبيناً أن ساعات النظام الانقلابي الحالي قد اقتربت ولفت إلى فشل الانقلابيين الآن في إدارة اقتصاد البلاد، بجانب عدم وجود دولة قانون. وقال إن السلطات الانقلابية لن تستطيع إدارة الدولة وإن الانقلاب سوف ينعزل.

وأوضح في الحوار أن وفد إيقاد الذي زار البلاد مؤخراً اجتمع مع الشيوعي مرتين ووقفوا على رأي الحزب في الانقلاب الحالي، وأنهم طلبوا مقترحاتٍ من الحزب لحل الأزمة الحالية. وأكد بأن الإضرابات المطلبية التي تخص العاملين في الدولة نتيجة لتدهور الاقتصاد وبيئة العمل، سوف تتطور وتنقل البلاد لدائرة الإضراب السياسي العام الذي يشمل القطاعين العام والخاص، ومن ثم الوصول إلى العصيان المدني الذي يكون طواعية، ليصبح النظام معزولاً وتندلع بعد ذلك الانتفاضة الشعبية الشاملة وفيما يلي نص الحوار.

بداية أستاذ محمد المختار محمود هناك وفد من الهيئة الحكومية لدول شرق ووسط إفريقيا المعروفة (بإيقاد) زار البلاد خلال اليومين الماضيين، وأجرى سلسلة من الحوارات مع مجلس السيادة الانقلابي وعدد من المنظمات ومعارضين، كما تحاور مع الحزب الشيوعي، نريد أن نعرف كيف تم اللقاء وما الذي دار فيه؟

نعم بالطبع وفد الهيئة الحكومية لدول شرق ووسط إفريقيا (إيقاد) اجتمع مع الحزب الشيوعي ليس مرة واحدة بل اجتمع الوفد معنا مرتين خلال زيارته الأخيرة للخرطوم، وفي اللقاءين قال أعضاء الوفد إنهم يريدون معرفة موقف الحزب الشيوعي من الوضع السياسي الحالي، وأن يستطلعوا الحزب عن رأيه في المبادرات الإقليمية والدولية المطروحة في الساحة لحل المشكلة السياسية في السودان. كما أنهم يريدون معرفة موقف الحزب من الانتخابات المبكرة بجانب مقترحاته حول المخرج من الأزمة السياسية الراهنة.

* وما هي الرودود التي قال بها الحزب الشيوعي حول أسئلة إيقاد؟

نحن في الحزب الشيوعي موقفنا واضح ومعروف أي جهة قابلناها أوضحنا لها رأينا في الانقلاب العسكري الحالي، وأكدنا لهم بأننا نرفض ما تم وأننا سنطيح بانقلاب البرهان تضامناً مع الشعب السوداني، عبر استخدام الوسائل السلمية والديمقراطية تماماً، كما أطحنا بالانقلابات السابقة. وذكرنا لهم بأننا لن نقبل شراكة سياسية على الإطلاق مع الانقلابيين كما لن نقبل أي اتجاه للعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل انقلاب 25 أكتوبر، كما أكدنا لهم رفضنا للوثيقة الدستورية التي كانت تحكم الفترة ما قبل الانقلاب، وأكدنا لهم كذلك عدم قبولنا باتفاق جوبا المرفوض من الشعب السوداني، وقلنا لهم بأننا نرفض إجراء انتخابات مبكرة وبينا لوفد الإيقاد أن الرفض ليس رفضاً للأنتخابات، ولكننا لن نقبل بإجرائها في ظل الوضع العسكري الحالي .

*ولماذا ترفضون قيام انتخابات مبكرة.. هناك من يقول إن الأحزاب غير مستعدة؟

القضية ليست قضية استعداد القضية الأهم هي أن أي انتخابات تجري في ظل الانقلابات تكون انتخابات معيبة، وكذلك نتائجها ستكون معيبة حتى، ولهذا نحن نرفض ذلك الوضع المعيب حتى لو جاءت الانتخابات بالحزب الشيوعي للحكم.

*عفواً.. لماذا لا تخوضون الانتخابات بفرضية أنها ستكون نزيهة إلى أن يثبت العكس؟

كيف ستكون انتخابات نزيهة ومبرأة من العيوب والآن البلاد تدار بأمر الطوارئ وترزح تحت حالة الطوارئ التي ما زالت سارية والتي بموجبها تم منح جهاز الأمن والقوات النظامية سلطات وصلاحيات واسعة، تجعلهم يقومون بأي أمر دون مساءلة. كما أن أدوات القمع والقوانين في يد السلطات الانقلابية لذلك لا يمكن أن تكون هناك انتخابات غير معيبة، ولن نقبل بإجراء انتخابات وفقاً لهذه الظروف .

* أستاذ محمد المختار هل دفعتم بأي مطالب لوفد إيقاد من خلال اللقاءين اللذين تما بينكما؟

نعم دفعنا بمطالب لوفد إيقاد تدعو لأن تلتزم المنظمة بالتعامل مع الوضع الحالي باعتباره انقلاباً، وأن يعلقوا عضوية الانقلابيين في المنظمة، لأن الوضع الحالي هو وضع مرفوض من جانب السودانيين الذين يعبرون عن رفضهم للانقلاب بصورة يومية، كما قلنا لهم إن أية خطوة لمعالجة الأزمة السياسية في السودان بطريقة خاطئة ستفضي لنتائج سيئة.

* ما هي المقترحات التي تقدمتم بها لمعالجة الأزمة الراهنة وفقاً لما طلبه الوفد؟

نحن اقترحنا على وفد الإيقاد من جانبنا في الحزب الشيوعي الإطاحة بالانقلاب وأن يتم تسليم السلطة للمدنيين وفق إعلان سياسي جديد ووثيقة دستورية جديدة، واقترحنا عليهم أن يعود العسكر إلى الثكنات العسكرية وأن يلتزموا فقط بالدور المناط بهم والذي يقره القانون في حماية أرض السودان، وأن تتم محاكمات عادلة ومساءلة لكل ما تم اغترافه من عنف تجاه الثوار، والتجاوزات التي ارتكبت في حق الثوار سواء أكانوا شباباً أو شاباتٍ من قتل وسجن وإصابات بالغة وغيرها .

وهل تجاوب الوفد مع مقترحاكتم وما كان ردهم عليها؟

الوفد سمع مقترحاتنا التي دفعنا بها إليه وقال بأنه سيرفع مطالبنا للمنظمة لدراستها وسلمناهم رؤية الحزب، المتمثلة في وثيقة السودان الأزمة وطريق استرداد الثورة التي تتضمن رؤية الحزب لاسترداد الثورة .

* أستاذ محمد المختار زار أيضاً وفد أمريكي البلاد خلال الفترة الماضية، هل قابلتم الوفد وهل دار بينكم والولايات المتحدة أي حوار؟

الوفد الذي زار البلاد من الولايات المتحدة الأمريكية التقى بنا أيضاً وسلمناهم وثيقة السودان الأزمة وطريق استرداد الثورة والوثيقة والتي تشتمل على الإعلان السياسي وميثاق الثورة، كما تتضمن وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني لحل الأزمة السياسية الحالية.

هل ترى أن الوثيقة التي تحمل رؤية الحزب يمكن أن تسقط النظام الحالي وتستعيد الثورة؟

سبق وأن طرحنا خلال عهد ديكتاتورية مايو وثيقة باسم جبهة الديمقراطية وإنقاذ الوطن، وشددت تلك الوثيقة على النضال بالطرق السلمية والديمقراطية لإسقاط نظام مايو، وقد كان أن تحقق ذلك والآن نحن نشدد على التمسك باستخدام الوسائل السلمية والديمقراطية لإسقاط الانقلاب الحالي، والمعروف للعالم أجمع أن سلمية الثورة السودانية هي التي أدت لإسقاط النظام الديكتاتوري البائد.

* أستاذ محمد المختار هل تعتقد بأن ميزان القوى يميل إلى صالح الشعب والشارع الآن في الصراع مع العسكر؟

نعم بالتأكيد فإن توازن القوى الآن يميل بصورة واضحة لصالح الشارع رغم العنف الكبير والانتهاكات التي نفذتها السلطات الانقلابية ضد الشارع، ورغم ما نفذوه من انتهاكات فظيعة فإن الكفة تميل لصالح الثورة ولإسقاط النظام. وفي هذا الجانب أنت تعرف أن جهاتٍ عديدة دخلت على خط الثورة آخرها موكب المعلمين وموقف وزارة العدل والنيابة والقضاء، والولاة الذين استقالوا وتروس الأقاليم وخروج المواطنين هناك مع المليونيات. المهم فإن التكتيكات في الشارع بدأت تتنوع بغرض إسقاط النظام، والآن لا توجد دولة قانون، كما أن الانقلابيين فشلوا في إدارة الاقتصاد، كما أن التروس في الشمالية كشفت للشعب السوداني الكيفية التي يتم بها نهب واستنزاف موارد البلاد .

* أستاذ المختار هل يمكن أن نقول نتاج لما تحدثت به إن الجبهة العريضة قد اقترب تشكيلها؟

– اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ترى أنه في سبيل الوطن وبناء الجبهة الواسعة للإطاحة بالانقلاب العسكري، بأننا سنواجه أي جهة للحوار والتفاوض معها للوصول بقواسم مشتركة لإسقاط الانقلاب، لكننا اسثنينا المؤتمر الوطني والأرزقية والأحزاب التي تحالفت معه حتى سقوطه. وأي جهة نتفق معها نعلن أننا اتفقنا معها للشعب السوداني وننشر نتائج ذلك .

* ما هي الجهات التي اجتمع معها الحزب الشيوعي في سبيل ذلك؟

– من بين الجهات التي جلسنا معها مركز الدراسات للديمقراطية والسلام والتنمية المستدامة ووفد مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم، ووفد مديري الجامعات بجانب وفد الحرية والتغيير، كما أننا سنجري لقاءات مع جهات أخرى لإسقاط الانقلاب .

*أستاذ محمد المختار سبق وأن أعلنتوا بأنكم لن تجلسوا للتفاوض مع الحرية والتغيير هل تغير موقف الحزب في هذا الصدد؟

– موقفنا لم يتغير على الإطلاق وأكدنا للحرية بأننا لن نتفاوض مع كتل سياسية وأن التجارب أثبتت بأن العمل مع الكتل مضر سياسياً، لكننا سنجلس مع كل حزب من أحزاب الحرية على حدة، ونحن في انتظارهم ولكن بالإمكان أن نلتقي مع الحرية في القضايا الكبيرة مثل قضايا العدالة والنازحين .

* ماذا بشأن المطالب المعيشية وهل تلقى صدىً في هذا الحراك؟

الآن بدأت الإضرابات المطلبية التي ينفذها العاملون في الدولة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وتدهور بيئة العمل، وهي ستنقلنا لدائرة الإضراب السياسي العام الذي يشمل القطاعين العام والخاص وكذلك للعصيان المدني الذي سيكون طواعية، وبالتالي سيكون نظاماً معزولاً وهو ما سيقود للانتفاضة الشعبية الشاملة . ساعات النظام قربت لكن لن نركن لأن يكون ذلك مجرد رغبات، ولكن استخدام التكتيكات الجديدة التي تصب في مصلحة الثورة تؤكد على كل ذلك .

* أستاذ محمد المختار لماذا يتحفظ الشيوعي الجلوس مع الكتل السياسية؟

الكتل السياسية نجد أن الحزب يمكن أن يضيع رأيه إذا لم يتم الاتفاق حوله في كتلته، وهنا عليه أن يلتزم برأي الأغلبية رغم أن رأيه يكون هو الصائب، ولكن نتيجة للتكتلات فإن رأيه الصائب يضيع. وإبان وجودنا في الحرية اتخذت آراء لم تتم فيها مراعاة مصلحة الوطن، مثلاً نحن سبق وأن طالبنا بأن اجتماعنا مع العسكر في بداية اعتصام القيادة العامة بأن يكون الاجتماع مع اللجنة الأمنية برئاسة ابن عوف آنذاك، بأن يكون الاجتماع تسليم وتسلم وليس تحالفاً معها، لكن نتيجة لتمسك الآخرين بالتفاوض مع العسكر بجانب التدخلات الأخرى، فإن رأي الحزب لم يتم العمل به وأصدرنا بياناً حول الأمر في أبريل 2019.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com