30 يونيو.. توقعات بخروج الملايين إلى الشوارع وتوجس من اجراءات العسكر القمعية

0

ساعة فقط تفصل السودان من حدث مفصلي هام حيث يعتبر يوم بعد غد الخميس 30 يونيو موعداً ضربه الشعب السوداني، لإظهار وحدة قوى الثورة وعزمها الصميم على مقاومة الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة. ويأمل الثوار أن يسقطوا الحكومة الانقلابية في اليوم المشهود إذا لم يتحقق مبتغاهم في ذات اليوم، ستكون فرصة حقيقية لتوحيد قوى الثورة والمضي قدماً لإسقاط الانقلاب المشؤوم .

ويرى رئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت أن يوم 30 يونيو سيكون يوماً من الأيام التي تتسم بوجهين أولهما وجه أسود في تاريخ الشعب السوداني، هو اليوم الذي انقلبت مجموعة النظام الإسلامي الديمقراطي في العام 1989م وظل هذا السواد يلطخ الجسد السوداني لأكثر من 3 عقود إلى أن انفجرت ثورة ديسمبر المجيدة في العام 2018م وتحقق انتصارها المقصود في أبريل 2019، ليأتي يوم 30 يونيو ليمسح كل هذا السواد الذي تلطخ به الجسد السوداني لأكثر من 30 عاماً سيما وأن يوم 30 يونيو كان يوماً مفصلياً لاتتعداه الثورة في أعقاب مجرزة القيادة العامة يوم 3 يونيو، حيث استطاع الشعب بخروجه في 30 يوينو بعد المجزرة أن يمسح ويزيل كل المعاناة التي ترتبت على هذا اليوم من العام منذ العام 1989م.

وأشار إلى أن يوم 30 يونيو سيظل من الأيام التي يؤكد فيها الشعب سنة بعد سنة على قدرته على تعزيز حقه، في المناداة بكل شعارات ثورة ديسمبر المجيدة كما حدث في الأعوام 2019م و2020م و2021م.

زلزال

ويرى عصمت أن المشهد يبدو مختلفاً في هذا العام اختلافاً كبيراً بعد أن انقلب العسكر على السلطة المدنية التي أسست لها الثورة المجيدة، بالتالي فإنه يتوقع أن يزلزل الشعب السوداني بشبابه في يوم ٣٠ يونيو الموعود بعد غد الخميس، أركان انقلاب العسكر ومن خلالهم جماعة الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن اليوم سيظل مختلفاً عن ذات التاريخ من الأعوام الماضية، متوقعاً خروج كل أبناء وبنات السودان في مواجهة المكون العسكري من خلفه حلفاؤه، لينتزع حقه المشروع في الحكم المدني والانتقال إلى دولة الحرية والسلام والعدالة، لافتاً إلى أن السلطة ستتخذ ذات الأساليب التي انتهجتها منذ الانقلاب في قطع الإنترنت وإغلاق الكباري ووممارسة كل أشكال وأنواع القمع، من تعذيب واعتقال لخنق الثورة ومنع التمدد في يوم الخميس.

إنهاء الانقلاب

وفي ذات الاتجاه توقع القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق أن تعمل مواكب ٣٠ من يونيو على إنهاء حقبة الانقلابات العسكرية في السودان إلى غير رجعة، مبيناً أن التحضير الميداني والإعلامي والجماهيري والقطاعي والفئوي والتنسيقي تم على أكمل وجه، ويجري باتساق وانسجام تام بين مكونات قوى الثورة وغرفها الميدانية والإعلامية والتنسيقية وغرف الطوارئ القانونية والطبية والفنية. وقال “سيكون يوم الثلاثين من يونيو علامة فارقة في أدب المقاومة السودانية الموروث، ولا أعتقد أن قوى التوافق الوطني تستطيع رفع شعاراتها المؤيدة للانقلاب، ولا تلك الداعية للشراكة مع العسكر، ولا التي تنادي بمنح شرعية لسلطتهم، ولن نشاهد واحدة أو واحداً من قياداتهم وسط الجماهير في المواكب، وبعضهم الآن ينخرط في اجتماعات التنسيق الأمني مع سلطات الانقلاب في لجانه الأمنية في العاصمة والولايات، وهو ما سيمنعهم من التواجد مع الجماهير، لأن مواقفهم مخزية ومتصادمة مع الشارع المقاوم، أما فلول النظام البائد فهؤلاء لا يستطيعون حتى تحمل هتاف الجماهير الذي أسقط سلطتهم ولن يقووا على استفزاز الشارع برفع شعاراتهم، فهؤلاء أفل نجمهم وغابت سلطتهم وفشل حتى الانقلاب الحالي، في إعادة ألقهم وتدوير إنتاجهم، والترويج لنهجهم وبريقهم المكذوب.

قمع متوقع

ويرى عروة أن السلطة الانقلابية الحالية قررت منذ اليوم الأول لها في ٢٥ أكتوبر أن تتعامل بقمع وصلف وبطش مع المحتجين ومعارضي الانقلاب، وأوكلت زمام السلطة الباطلة الباطشة لضباط معروفين ببغضهم للثورة يعملون في مختلف القوات النظامية، واستعادوا أيضاً ضباطاً وصف ضباط وجنود ممن أطاحت بهم الثورة في أبريل ٢٠١٩م من أجهزة النظام الإخواني المخلوع كمنتسبي هيئة العمليات والدفاع الشعبي وكتائب العمل الخاص، وجميع هؤلاء لم تتغير خطتهم أو طرق تعاملهم، وإنما طوروا آليات القمع بالغاز المسيل للدموع والدهس، والضرب بالرصاص الحي والمطاطي، وضربات البنادق الانشطارية (الخرطوش) القاتلة، والإطباق والحصار والإغلاق بالحاويات، وحملات الاعتقال الاستباقية للمواكب، مصحوباً ذلك بانتهاكات جسيمة وصلت للاغتصاب والتعذيب وانتهاك الحقوق والحريات الأساسية. ويقيني أن يوم الثلاثين من يونيو سيكون نقطة اللاعودة للبطش لأن موجة الجماهير ستكون أقوى من كل أيادي القمع والتنكيل، كما أن اللجان الميدانية للجان المقاومة والتنسيقيات قد ابتكرت وسائل ستفاجيء تكتيكات الأجهزة الأمنية وستخترق جدر التحصين وستملأ المواكب العاصمة ومدن السودان المختلفة، وكل هذا سيكون بصورة حضارية ينقلها العالم وتراقبها الدول والشعوب المناصرة لقضية الشعب السوداني.

وبدوره توقع السياسي محي الدين محمد محي الدين أن تخرج مجموعات من المواطنين لكنها لن تكون بحجم مظاهرات ذات التاريخ عام ٢٠١٩، لأن تحولات كثيرة قد حدثت خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقال “الشاهد على ذلك تناقص الأعداد في العامين التاليين بسبب بروز الخلافات والتباينات بين مكونات حكومة الانتقال المدنية، وهو ما يعكس عزوف عدد كبير من المواطنين عن الخروج. يتوقع أيضاً أن يتم تكثيف إجراءات غلق الجسور وتأمين المرافق الحيوية، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى الوجهات المحددة إن كانت القصر أو القيادة العامة”.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com