حميدتي..ما سر زيارة دارفور بما يجري في الخرطوم؟

0

ما يزال نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي في دارفور بعد أن أعلن أنه سيمكث فيها ثلاثة أشهر لاجل حل مشكلة الصراعات في دافور وتحقيق السلام فيها وعلى الرغم من أهمية ذلك الا أن توقيت مغادرته للخرطوم الذي سبق مليونية 30 يونيو والتفاعل الكبير الذي وجدته والزخم الثوري الذي صاحب عمليات التحضير لها أثار شكوك المراقبين الذين رجحوا أن ثمة خلافات خفية بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان دفعت حميدتي الى مغادرة الخرطوم وعلى الرغم من أن خطاب البرهان الأخير الذي أعلن فيه انسحاب القوات المسلحة من الحوار الذي كانت الآلية الثلاثية التي تضم الايقاد ، الترويكا ، الاتحاد الأفريقي تتبناه على الرغم من أن الخطاب الذي أعلن فيه عن اتجاه لتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يضم الجيش والدعم السريع الا أن هناك معلومات رجحت أن حميدتي غادر الخرطوم مغاضبا بسبب أن تشكيلة المجلس المرتقبة سيتم فيها تمثيل الدعم السريع بممثل واحد وهذا يعني أنه لن يتم استيعاب شقيقه قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو وتم تجاوز هذه الاشكالية عند تشكيل مجلس الشركاء حيث تم تمثيل حميدتي وشقيقه في المجلس وقطع مراقبون بعدم امكانية تكرار هذا السيناريو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى لايتحول الى مجلس عائلي أو قبلي .

وبالمقابل أغفل البرهان في خطابه اتفاق سلام جوبا فهل يعني ذلك أن حميدتي يتجه الى تشكيل تحالف جديد لذلك تعمد الأول عدم الاشارة لوضع الحركات بسبب ذلك، وقال رئيس الحركة الشعبية شمال لتحرير السودان أن الخطاب أغفل الاشارة الى اتفاق سلام جوبا وهنا ينبغي الاشارة الى أنه لايمكن تحقيق الديمقراطية والاستقرار والحكم المدني في السودان بدون السلام ، الا عقار عاد ليقول ” الخطاب ترك مساحة عملية لتنفيذ الاتفاق وتطويره وهذا هو الهم الذي ينبغي أن نعمل عليه كأطراف السلام ”

وقال رئيس حزب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد) صديق ابوفواز للجريدة “يصعب التكهن ماذا سوف يفعل حميدتي فهو شخصية غير مفهومة وكما يقول المثل” قام من نوموا لقى كوموا” وهو شخصية بسيطة جدا تلوث مع الرئيس المخلوع عمر البشير اعطوه المال والرتبة العسكرية وجاءت الثورة لتكمل ماتم من ترفيع وللاسف الشديد الثورة ساعدت في ترفيع حميدتي الى هذا المنصب الذي لايستحقه ”

وأردف حسب تصريحاته فهو يريد تأمين دارفور وبعد ذلك سيأتي للخرطوم ومرة أخرى ذكر أنه في انتظار قرارات الشعب السوداني في 30 يونيو وما سيختاره سأقف معه و قبل يومين علمنا أن حميدتي وقع على شيء غير مفهوم بالنسبة الينا ومعه عدد من الشخصيات الدارفورية بالاضافة الى الحركات رؤساء الحركات الطاهر حجر ورئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي والهادي ادريس ولفت الى أن هناك من يرون أنه شعر باقتراب نهاية البرهان واستند على ذلك بماذكره حميدتي ” ان السودانيين سيعرفون من يقف معهم وذكر من يرون ذلك يعتقدون أنه سيأتي بعد سقوط البرهان ليدعي أنه المنقذ وأشار الى وجود بعض التكهنات التي سارت في ذات الاتجاه وترى أن حميدتي آثر انتظار لحظة سقوط البرهان لكي يعلن انفصال دافور وتخوف فواز من حدوث ذلك لحرصه على وحدة البلاد وزاد هذا أكثر ما يخيفني لأنني وحدوي وأتمنى ألا يحدث ذلك وكل ما أثير مجرد تكهنات .

واستبعد القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار وجود خلافات بين حميدتي والبرهان باعتبار أنهما شريكين في الانقلاب وقال كرار في تصريح لـ(الجريدة) حسب الأخبار فحميدتي في مهمة مصالحات ، ولا أعتقد وجود خلافات بينهما ‏ واستدرك قائلا وربما وراء التوقيت تكتيك ما يحاول أن يبعد شبهة هذا القتل المتواصل عن قائد الدعم السريع.

وفي رده على سؤال حول ما أثير بشأن أن قائد الدعم السريع ربما ينحاز مجددا للثوار قال كرار لا اعتقد ولكنه قد يجيد القفز من السفن الغارقة وكان نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ” حميدتي” قد أكد جديتهم في الوصول الى سلام حقيقي يلبي احتياجات مواطني دارفور في الاستقرار والتنمية وتنفيذ تعهداتهم بالعمل على تنفيذ هذا الاتفاق بنداً بنداً، واستكمال السلام وإلحاق الذين لم يوقعوا لانهاء الدائرة الخبيثة ، و الحرب بلا رجعة وتحويل ثمن (الرصاصة) الى قلم وكراس لكتابة عهد جديد لهم وللأجيال القادمة

وقال حميدتي : نعلم تماماً أن هناك بعض الأيادي المرتجفة تسعى الى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال اشعال الحرائق هنا وهناك باستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع ، مستغلين تراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى ليست أكثر أهمية مما يحدث هنا في دارفور، نقول لهؤلاء ان يد الدولة ما زالت قادرة على الوصول اليهم والتصدي لهم وحسمهم بالقانون وأردف لقد خلفت الصراعات القبلية واقعاً مأساوياً جديداً يحتاج الى وقفة حقيقية من أجل إعادة الأمور الى نصابها بدراسة الأسباب ووضع الحلول المستدامة التي تقتل بذرة الخلاف قبل ان تنمو وتكبر ويصعب اقتلاعها والقضاء عليها.

ولفت الى تفشي أمراض العنصرية والجهوية بين المجتمعات فأصبح الخلاف على كل شيء، (الأرض والماء والمراحيل والزرع ) وذكر لم يتبق لهم الا الهواء ليختلفوا فيه ـ حيث صار التصنيف باللون وتفاصيل الوجه والازياء، وعادت هذه المجتمعات الى عصور الظلام حيث يقتل الشخص اخاه من القبيلة الاخرى لأتفه الأسباب، بل ربما بدون سبب أصلا ، وشدد حميدتي على ضرورة توقف ماوصفه بالفوضى فورا بقوة القانون وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين ، ومحاربتهم ، وعدم التهاون في أمن وسلامة المواطنين الذين يقعون ضحايا لأطماع تجار الحرب ، الذين يتكسبون بدماء الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية وأجندة داخلية وخارجية تعمل على تفيك وحدة السودان.

وأكد ان ما يحدث في دارفور من فوضى يجب أن يتحمل الجميع مسؤوليتها ويتصدون لها خاصة هذه القوات المتخرجة حديثاً والمعنية بحماية المدنيين وطالب تلك القوات بأن يتخلى كل فرد منها عن قبيلته والحركة التي كان ينتمي لها، وتابع يجب أن يعلم كل فرد واعتباراً من هذا اليوم ان قبيلته هي هذا (الكاكي) الذي تلبسونه وعلم السودان الذي يشكل وحدة شعبنا ووجه القوات بضرورة التعاون مع بقية مع القوات النظامية الأخرى والعمل معها بانسجام وتنسيق كامل، لتحقيق الأمن وحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة ومساعدة النازحين على العودة الطوعية وتأمين الموسم الزراعي وفتح المسارات والمراحيل والصواني، والمحافظة على التعايش السلمي وتقوية النسيج الاجتماعي.

وأشار الى الجهود التي بذلها منذ وصوله منذ أكثر من أسبوعين في الجنينة والتي تمثلت في عقد العديد من المصالحات بين القبائل وذكر (وضعنا الملح على الجرح) وأكد ان هذه المصالحات حقيقية ليست سياسية ولن تكون (حبرا على ورق) لجهة أنها وقعت من قبل الأشخاص المتضررين من جميع الأطراف بطوع ارادتهم دون أي تدخل أو ضغوط

ونوه الى انشاء صندوقا لدعم القضايا الإنسانية العاجلة وتسهيل العودة الطوعية للنازحين الى مناطقهم الاصلية او الى المعسكرات التي غادروها بسبب الاحداث أخرها محلية كرينك التي تم فيها توقيع وقف العدائيات بين المكونات القبلية

وجدد حميدتي التزامه بالسعي بمواصلة المساعي الجادة في إقليم دارفور من أجل التوصل إلى حلول عملية لوقف نزيف الدم والحروب القبلية وإجراء المصالحات وإشاعة روح السلام والتعايش السلمي بين جميع السكان والقبائل، مع توفير الدعم اللازم لإحياء القطاعات الإنتاجية وتوفير المناخ الملائم للتنمية والإنتاج لنخرج من دائرة الحرب إلى براحات السلام.

وأنتقد عدم ايفاء المجتمع الدولي بتعهداته تجاه عملية السلام بالرغم من علمه بالظروف التي تمر بها البلاد، ودعا أشقاء واصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي الى تقديم المساعدة الى الشعب السوداني وأثنى على الدول الشقيقة التي قدمت الكثير من الدعم للبلاد وطالب أن يتواصل هذا الدعم للمساهمة في برامج إعادة النازحين

وحول التطورات السياسية بالبلاد قال “تتابعون الأوضاع التي تشهدها بلادنا خلال هذه الفترة من خلافات وتنافر وتنافس، وهي أوضاع غير مسبوقة حدثت نتيجة لغياب الروح الوطنية المخلصة

وحذر من أن هذه الاوضاع قد تعصف بأمن واستقرار البلاد وتهدد بشكل واضح وجود السودان ووحدته وزاد حينها لا ينفع البكاء والندم على وطن أضعناه بأيدينا .

وجدد الدعوة لكل السودانيين خاصة الشباب الى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشة القضايا الوطنية بكل صدق وشفافية، بعيداً عن الاطماع الحزبية الضيقة من أجل الوصول الى مشروع وطني قصير وطويل المدى يحقق الاستقرار، ويضمن مستقبلاً أمناً لشعبنا.

وتابع فليس أمامنا وقت ـ ولا توجد خيارات أخرى تضمن لبلادنا الاستقرار والسلام ـ هناك فقط طريق ثالث واحد هو طريق الوفاق الوطني الشامل الذي لا يقصي أحد.

وأكد دعمه للحوار الذي يحقق التوافق الوطني الذي يقود الى استكمال الفترة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة وجدد دعمه لجهود الالية الثلاثية لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية التي قال أنه يأمل أن تدخل الحوار دون أجندة مسبقة او تكتيكات لكسب مواقف

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com