“الشايقاب”.. “فاشر أخرى” في قلب الجزيرة
معركة “الشايقاب”: محطة استراتيجية في قلب الجزيرة تكسر شوكة مليشيا الدعم السريع
تمكنت القوات المسلحة السودانية والمقاومة الشعبية من التصدي لهجوم عنيف شنته مليشيا الدعم السريع في منطقة الشايقاب الواقعة بولايات الوسط، صباح الأحد. الهجوم، الذي يعد واحدًا من أكبر العمليات العسكرية التي خاضتها المليشيا في المنطقة، بدأ في الساعات الأولى من الفجر واستمر حتى الظهيرة.
حشد المليشيا لآلاف المرتزقة والهجوم من عدة محاور
بحسب مصادر ميدانية، فقد حشدت مليشيا الدعم السريع آلاف المرتزقة، أغلبهم من جنوب السودان، للهجوم على الشايقاب من ثلاثة اتجاهات. كانت المليشيا تسعى للسيطرة على القرية نظرًا لموقعها الاستراتيجي الذي يعد بوابة الدخول إلى ود مدني من الجهة الغربية. وبالرغم من التحضير الدقيق والهجوم المكثف، تكبدت المليشيا خسائر فادحة بلغت مئات القتلى والجرحى، حيث تمكنت القوات المسلحة من صد الهجوم وإجبار المرتزقة على التراجع والفرار.
الأهمية الاستراتيجية لقرية الشايقاب
تعد الشايقاب منطقة استراتيجية حاسمة بالنسبة للطرفين، إذ تمثل مفتاح دخول ود مدني، لوقوعها بالقرب من سلسلة قرى تمتد حتى المدينة، مثل مهلة، الطلحة، وبيكا. انسحاب المليشيا من قرية الطلحة المجاورة، التي تبعد عن الشايقاب حوالي 7 كيلومترات، يعكس أهمية الموقع العسكري للشايقاب. وجود الجيش السوداني في هذه المنطقة يضغط على المليشيا، ويدفعها إلى تغيير مواقعها وارتكازاتها العسكرية إلى مناطق أبعد عن نيران مدفعية الجيش، مثل كوبري البوليس عند مدخل ود مدني.
نتائج المعركة وخسائر المليشيا
المعركة، التي استمرت لساعات، كبدت المليشيا خسائر كبيرة، حيث قُدرت الخسائر البشرية بـ 300 قتيل وجريح. فشل الهجوم في تحقيق أهدافه، مما يعزز من موقف القوات المسلحة في المنطقة ويضع المليشيا في موقف دفاعي ضعيف. مراقبون عسكريون يتوقعون أن تستمر معارك الشايقاب لفترة أطول، حيث يسعى الجيش السوداني إلى إضعاف المليشيا قبل خوض المعركة الحاسمة على ود مدني.
الجيش يستعد لمعركة ود مدني المرتقبة
في خطوة تعكس التخطيط الاستراتيجي للجيش، بدأت القوات المسلحة في حفر الخنادق في قرية الشايقاب، استعدادًا لمعارك جديدة مع المليشيا. يُرجح أن تكون معركة ود مدني القادمة مفصلية، حيث تعتبر الشايقاب آخر خطوط الدفاع الرئيسية للمليشيا في المحور الغربي.
الشايقاب: “فاشر أخرى” أكثر دموية
يرى محللون عسكريون أن الشايقاب قد تتحول إلى “فاشر أخرى” ولكن بشكل أكثر دموية، نظرًا للطبيعة الجغرافية المفتوحة للمنطقة، التي تسهل من استهداف المليشيا بالطيران الحربي، إضافة إلى صعوبة وصول الإمدادات والأسلحة للمليشيا. تعكس هذه المعطيات أهمية المنطقة بالنسبة للجيش، إذ أن السيطرة عليها تفتح الباب لدخول ود مدني دون تكبد خسائر كبيرة.
الطيران الحربي يدك معاقل المليشيا
كان الطيران الحربي السوداني عنصرًا حاسمًا في المعركة، حيث دمر معظم القوات القادمة من الباقير لدعم المليشيا في الشايقاب. العمليات الجوية المركزة لعبت دورًا كبيرًا في إفشال الهجوم وتحقيق النصر للقوات المسلحة على مدار ثلاثة أيام من الاشتباكات المستمرة.
خلاصة المعركة وأهميتها المستقبلية
تمثل معركة الشايقاب نقطة تحول كبيرة في الصراع العسكري بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع. الهزيمة الكبيرة التي تكبدتها المليشيا في هذه المنطقة قد تكون مقدمة لانتصارات أخرى للجيش في المعركة الحاسمة على ود مدني، التي تعد هدفًا استراتيجيًا للطرفين.
الخاتمة
مع سيطرة الجيش على منطقة الشايقاب واستمرار التقدم نحو ود مدني، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات هامة في مجريات الصراع العسكري بولايات الوسط. نجاح القوات المسلحة في الحفاظ على مواقعها وصد الهجمات المتكررة يعزز من فرصها في تحقيق المزيد من الانتصارات على المليشيا، مما يمهد الطريق لاستعادة الاستقرار والأمن في المنطقة.