شددت لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، على أهمية إعادة ملف السودان إلى الأجندة الدولية ووضعه على رأس أولويات المجتمع الدولي، وذلك خلال مشاركتها في اجتماع وزاري رفيع المستوى لتعزيز دعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة. الاجتماع نظمته المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
مبادئ قطرية للمقاربة الدولية لملف السودان:
أكدت لولوة الخاطر أن دولة قطر تلتزم بمجموعة من المبادئ الأساسية التي ينبغي أن تشكل أساس أي مقاربة دولية لمعالجة الأزمة السودانية. هذه المبادئ تشمل:
- المحافظة على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه.
- الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية.
- السعي لتحقيق مصلحة الشعب السوداني، بدءًا بحقن الدماء واستعادة الأمن.
- توفير الاحتياجات الإنسانية للسودانيين والعمل على تحقيق تطلعاتهم المشروعة.
- وقف التدخلات الخارجية التي ساهمت في إشعال الأزمة وتفاقمها.
أهمية السودان الاستراتيجية:
أشارت الخاطر إلى أن السودان يتمتع بأهمية استراتيجية كبرى، حيث يُطل على أحد أهم الممرات البحرية، وحدوده تمتد مع عدة دول إفريقية. هذا الوضع يجعل تأثيرات الحرب فيه كارثية ليس فقط على السودان، بل على منطقة القرن الإفريقي والمنطقة العربية بشكل عام.
الأزمة الإنسانية في السودان:
أبرزت الوزيرة القطرية التحديات الإنسانية الخطيرة في السودان، مشيرة إلى تصريحات تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، خلال زيارته الأخيرة للسودان، الذي أشار إلى توقف 70% إلى 80% من المرافق الصحية عن العمل. كما أضافت أن النظام التعليمي قد تعطل بالكامل، ما أدى إلى خروج نسبة تقارب 100% من الأطفال من المدارس.
ومن ناحية الأمن الغذائي، أفادت أن 14 مليون سوداني يعانون من الجوع الحاد، و13 منطقة على حافة المجاعة، رغم أن السودان بلد زراعي يجري فيه النيل.
المساران السياسي والإنساني:
شددت الخاطر على أهمية العمل بسرعة وفاعلية على المسارين السياسي والإنساني لحل الأزمة، مشيرة إلى مخاوف قطر من أن يتحول ملف السودان إلى قضية روتينية تُختزل في تقديم المساعدات الإنسانية فقط، دون معالجة الجوانب السياسية الجذرية للأزمة. وأكدت ضرورة العمل على منع تحول السودانيين إلى لاجئين، وأن يتم النظر إلى الأزمة من منظور شامل يضمن حلًا دائمًا.
