في كشف أثري مذهل، أعلن فريق من الباحثين البولنديين عن اكتشاف بحيرة مالحة قديمة تحتوي على رواسب من معدن “النطرون” النادر في صحراء بيوضة بالسودان، إلى جانب تحديد أكثر من 1200 موقع أثري جديد، في إطار مشروع ممول من المركز الوطني البولندي للعلوم، بحسب ما نشرته مجلة Science in Poland.
بحيرة النطرون وتغير المناخ
البحيرة المكتشفة، الواقعة بالقرب من جبل المويلحة، شكّلت موقعاً لاستغلال معدن النطرون، الذي عُرف تاريخيًا باستخدامه في تحنيط الجثث وصناعة الزجاج والسيراميك في الحضارات القديمة. ويعد هذا الاكتشاف من أهم المؤشرات على تغير المناخ في العصور القديمة، حيث وجدت عظام حيوانات السافانا تعود إلى العصر الحجري الوسيط، إلى جانب بقايا حشرات محفوظة داخل فخار جنائزي من حضارة كرمة.
مواقع تعود لملايين السنين
كشفت الحفريات في صحراء بيوضة عن مواقع أثرية تمتد من العصر الحجري القديم وحتى العصر الحجري الوسيط، من بينها:
-
مقابر تضم أدوات من حضارة أولدوان، والتي تعود إلى ما بين 2.6 و1.7 مليون سنة قبل الميلاد.
-
ورشة لصناعة الأدوات الحجرية من الحضارة الآشولية.
-
أدلة على استخدام تقنية ليفالوا لصنع الأدوات في العصر الحجري الأوسط (منذ 300 إلى 50 ألف عام).
-
مقبرة جماعية فريدة على منحدر جبل الغار، تضم ما لا يقل عن 16 مدفناً من الألفية السابعة والسادسة قبل الميلاد.
أهمية الاكتشاف
هذه الاكتشافات تعيد رسم ملامح التاريخ البشري في المنطقة، وتؤكد أن السودان كان موطناً لحضارات متقدمة وتفاعلات بيئية معقدة منذ أزمنة سحيقة، كما تفتح آفاقًا جديدة لفهم التاريخ المناخي والثقافي لصحراء بيوضة، التي تُعد من أكثر المناطق غموضًا في شمال إفريقيا.
