اقتصاد

ذهب ضائع.. وضباط في الواجهة: أسرار مصنع وادي حلفا الذي أشعل غضب الشماليين

ذهب ضائع.. وضباط في الواجهة: أسرار مصنع وادي حلفا الذي أشعل غضب الشماليين

في قلب مدينة وادي حلفا، وعلى مقربة من منازل المواطنين، تكشّفت واحدة من أخطر قضايا الفساد المرتبطة بالتعدين في السودان. مصنع سري غير مرخّص، و20 كيلوغرامًا من الذهب الخالص، وضباط يلوح اسمهم في خلفية المشهد… والشارع يغلي!

المصادر أكدت لـ”الرأي السوداني” أن المداهمة التي جرت منتصف سبتمبر 2025 لم تكن عادية؛ فالمصنع كان مجهزًا بأحواض كيميائية ومواد سامة لاستخلاص الذهب. لكن الأخطر أن أفراد الشبكة حصلوا على “وقت ذهبي” لإخلاء الموقع، بفضل حماية غير معلنة يقال إن ضباطًا نظاميين وفروها.

ما حدث أشعل الشارع: مقاطع الفيديو التي بثّها ناشطون أظهرت مظاهرات أمام مباني المحلية، وهتافات طالبت برحيل رئيس اللجنة الأمنية فورًا، وسط اتهامات بمحاولة التغطية على القضية وتهريب المتورطين.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ فقد صدرت أوامر بنقل بعض الضباط المتهمين، ومنح آخرين إجازات وُصفت بـ”المشبوهة”، وهو ما رفع منسوب الغضب وأعاد للأذهان شبح “التسويات تحت الطاولة”.

خبراء التعدين الذين عاينوا الموقع قدّروا أن الكمية التي هُرّبت ربما تجاوزت الـ20 كيلوغرامًا، لتتسرب عبر مسارات غير رسمية، في مشهد يكشف تنسيقًا على مستوى عالٍ بين الشبكة وبعض الجهات النافذة.

مجلس أهالي وادي حلفا لم يصمت؛ أصدر بيانًا ناريًا حذر فيه من كارثة بيئية وصحية نتيجة المواد الكيميائية الخطيرة، ووجّه أصابع الاتهام للسلطات بالتقاعس عن حماية الثروات. كما دعا إلى مظاهرات حاشدة يوم الثلاثاء، رافعًا شعارًا واضحًا:
“لن نسكت… الذهب ملك لأهالي المنطقة، ولن نفلت الجناة من العقاب”.

القضية تحولت إلى مرآة تعكس أزمة ثقة متصاعدة بين الأهالي والسلطات في شمال السودان، حيث تتكرر قصص التعدين غير المرخص، فيما تبقى العدالة رهينة التجاذبات.

تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com