رائحة غامضة تسبق الانفجار.. الفاشر تحت صدمة هجوم بمقذوفات مجهولة المصدر

رائحة غامضة تسبق الانفجار.. الفاشر تحت صدمة هجوم بمقذوفات مجهولة المصدر
أفادت مصادر محلية وشهود عيان من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأن طائرات مسيّرة يُعتقد أنها تتبع لمليشيا الدعم السريع ألقت مقذوفات مجهولة على أحياء سكنية داخل المدينة، أعقبتها روائح قوية وغير مألوفة، ما أثار ذعر السكان ومخاوف من استخدام مواد سامة أو مهيجة.
وذكرت المصادر لـ”الراي السوداني“ أن عدداً من السكان، بينهم أطفال وكبار سن، أُصيبوا بأعراض صحية حادة يُشتبه في ارتباطها بالتعرض لمواد كيميائية، شملت حالات اختناق وتهيج في العينين والجهاز التنفسي.
وأشار العاملون في القطاع الصحي إلى أن الوضع الصحي في المدينة هش للغاية نتيجة تدهور الخدمات الطبية وانعدام الإمدادات العلاجية منذ أشهر.
وتُظهر مقاطع مصوّرة متداولة من مواقع الاستهداف تصاعد دخان كثيف بلون غير معتاد، فيما يفر المواطنون من منازلهم في حالة هلع، الأمر الذي عزز الشكوك حول طبيعة المقذوفات المستخدمة في الهجوم.
ووقعت الحادثة في ظل تصعيد عسكري متواصل على مدينة الفاشر، التي تخضع منذ أكثر من 500 يوم لحصار خانق تسبب في تدهور شامل للأوضاع الإنسانية، وانعدام الأمن الغذائي، وتعطل الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والمياه.
وأصدرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بياناً طالبت فيه بفتح تحقيق دولي عاجل حول الهجوم، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لحماية المدنيين، مؤكدة أن ما حدث يمثل “انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني” ويجب ألا يمر دون محاسبة.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من القوات المسلحة أو الحكومة بشأن طبيعة المقذوفات أو نوع المادة المنبعثة التي تسببت في تلك الأعراض، فيما يواصل السكان توثيق المشاهد وسط مخاوف من تكرار الهجوم.
ويرى مراقبون أن الحادثة تمثل تصعيداً خطيراً في مسار الصراع بدارفور، وسط تحذيرات من احتمال استخدام مواد محظورة دولياً، ما يستدعي رقابة ميدانية وتحقيقاً مستقلاً لتحديد المسؤوليات وضمان حماية المدنيين.