غموض يلف وفاة موظف أجنبي داخل منظمة دولية في دارفور !
تشهد مدينة طويلة بولاية شمال دارفور حالة من الغموض والقلق بعد العثور على موظف أجنبي يعمل لدى منظمة المجلس النرويجي للاجئين (NRC) متوفى داخل مقر المنظمة في ظروف وُصفت بأنها “غامضة وحساسة”. وأفادت مصادر محلية أن الحادثة وقعت داخل سكن الموظف بمقر المنظمة، حيث عُثر عليه جثة هامدة دون توضيح رسمي لأسباب الوفاة حتى الآن، وسط حالة من الصدمة بين زملائه والعاملين في المجال الإنساني بالمنطقة.
وبحسب ما نقلته منصة دارفور24 عن شهود ومصادر مطلعة، سارعت إدارة المنظمة إلى اتخاذ إجراءات فورية شملت تعليق العمل مؤقتًا ومنح الموظفين عطلة، إلى جانب بدء الترتيبات اللازمة لنقل الجثمان إلى مدينة “أدري” مرورًا بمناطق “نيرتتي” و”الجنينة”، وسط تنسيق أمني وإنساني مكثف يعكس حساسية الوضع.
مدينة طويلة تُعد واحدة من أهم المراكز الإنسانية في إقليم دارفور، إذ تؤوي أكثر من 600 ألف نازح فرّوا من مناطق النزاع خاصة من مدينة الفاشر، وتعمل فيها منظمات دولية لتقديم الدعم والإغاثة رغم التحديات الأمنية الكبيرة. ويُخضع الإقليم حاليًا لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، ما يجعل عمل المنظمات الدولية محفوفًا بالمخاطر في ظل غياب سلطة مركزية فعالة وتزايد التوترات الميدانية.
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة الغامضة تسلّط الضوء على هشاشة البيئة الإنسانية في مناطق النزاع بالسودان، حيث تتعرض الكوادر الأجنبية والمحلية على حد سواء لمخاطر أمنية متكررة، بينها الخطف والاستهداف المباشر. وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر السلطات السودانية أو المجلس النرويجي للاجئين أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الواقعة، في وقت يسود فيه القلق أوساط العاملين الإنسانيين الذين يطالبون بضمانات أمنية أكبر لسلامتهم واستمرار مهامهم داخل الإقليم.
