اشتباكات عنيفة تشتعل في مدن سودانية.. والمدنيون بين نار القصف والهروب !

اشتباكات عنيفة تشتعل في مدن سودانية.. والمدنيون بين نار القصف والهروب !

تشهد بعض مدن السودان تصاعدًا خطيرًا في الأحداث الأمنية، مع استمرار هجمات قوات الدعم السريع على مناطق مأهولة بالسكان، ما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة واندلاع موجات نزوح جماعية. اليوم الإثنين، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مواقع مدنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، في حين فر مئات الأسر من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بعد قصف متواصل واشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني.

مصادر عسكرية أكدت أن الأحياء السكنية في قلب الفاشر تعرضت لقصف مدفعي مكثف، كما استهدفت مواقع قيادة الجيش في المدينة، ما أدى إلى دمار واسع في الممتلكات وخسائر في الأرواح. من جهتها، أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني عن صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على الفاشر من ثلاثة محاور، مؤكدة تكبيد المهاجمين خسائر فادحة، وسط استمرار المعارك العنيفة على أطراف المدينة.

وسط هذه المعارك، شهدت الفاشر موجة نزوح جديدة لمئات الأسر التي اضطرّت للمشي لمسافات طويلة تحت ظروف مأساوية، حيث أكد الناشط آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين، وفاة طفلتين جوعًا خلال رحلة نزوح استمرت عدة أيام لمسافة تزيد عن 60 كيلومترًا.

وفي بيان رسمي، وثقت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 1500 شخص خلال الفترة من 15 إلى 19 أكتوبر الجاري، بسبب التدهور الأمني المستمر في المنطقة. وتشير التقارير الأممية إلى أن الفاشر تخضع لحصار خانق منذ مايو 2024، يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، أسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونًا، ما يجعل الأزمة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم حاليًا، بينما يبقى المدنيون في مرمى النيران، محاولين النجاة وسط الصراع الدامي.