اخبار

عاجل | تفاصيل جديدة حول مفاوضات القوات المسلحة والدعم

في تطور سياسي جديد يعيد الأضواء إلى الأزمة السودانية، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تفاصيل جديدة بشأن مفاوضات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الجارية في العاصمة الأمريكية واشنطن، تحت إشراف مباشر من الولايات المتحدة والسعودية، في محاولة جديدة لوقف الحرب وإحياء العملية السياسية المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف.

وبحسب المصادر، فإن وفد القوات المسلحة السودانية غادر إلى واشنطن بتفويض كامل من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بهدف التوصل إلى تفاهمات متقدمة مع وفد الدعم السريع، يقوده ضابط رفيع لم يُكشف عن اسمه، وسط أجواء تتسم بالحذر والترقب.

البرهان، وخلال لقائه وفد الجيش قبل مغادرته، شدد على “أهمية الالتزام بالثوابت الوطنية ومصالح الدولة العليا”، مؤكدًا أن أي اتفاق قادم يجب أن يُبنى على أسس تحفظ سيادة السودان ووحدة أراضيه، في إشارة إلى تحفظ الجيش على أي ترتيبات قد تمنح المليشيا مكاسب سياسية أو عسكرية دون حل شامل.

ووفق المعلومات، تُجرى المفاوضات في واشنطن بصورة منفصلة بين الطرفين، استنادًا إلى ورقة تفاوضية أمريكية أُعدت استنادًا لبيان “الرباعية الدولية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا، حيث وصلت النقاشات إلى مراحل متقدمة يُتوقع أن تفضي إلى نتائج ملموسة خلال الأيام المقبلة.

في المقابل، أرسلت قوات الدعم السريع وفدًا يقوده مسؤول رفيع أجرى لقاءات مع مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والعالم العربي، حيث جرى التوصل إلى تفاهمات أولية حول عدد من النقاط الخلافية التي طرحتها الوساطة الدولية في وقت سابق.

وتأتي هذه المفاوضات بإشراف مباشر من نائب وزير الخارجية الأمريكي ونائب وزير الخارجية السعودي، ضمن مساعٍ متجددة لوقف الحرب في السودان والتوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من القتال، خاصة في دارفور والخرطوم وكردفان.

وتركز النقاشات الجارية على الترتيبات العسكرية والأمنية، حيث يسعى الوسطاء إلى إقناع الطرفين بإعلان وقف مؤقت لإطلاق النار، غير أن وفد الجيش السوداني أبدى تحفظًا واضحًا على التوقيع في الوقت الراهن، محذرًا من أن “المليشيا قد تستغل الهدنة لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات جديدة”.

واتفقت الأطراف الراعية للمفاوضات على تأجيل الملفات السياسية لما بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، على أن تُفتح لاحقًا مناقشات حول مستقبل الجيش السوداني والعملية الانتقالية، تمهيدًا لتشكيل حكومة مدنية مؤقتة تقود البلاد نحو انتخابات عامة بعد تثبيت الاستقرار الأمني والعسكري.

وتشير المصادر إلى أن المرحلة الثانية من الحوار ستركز على صياغة اتفاق سياسي مبدئي يحدد الإطار العام للفترة الانتقالية، ويضمن مشاركة القوى الوطنية غير المسلحة في العملية السياسية المقبلة.

ورغم الأجواء الإيجابية التي تسود المفاوضات، يسود تفاؤل حذر في الأوساط السياسية والدبلوماسية، إذ يرى مراقبون أن نجاح المفاوضات مرهون بوجود ضمانات دولية قوية تضمن التزام الطرفين بما سيتم الاتفاق عليه، خاصة في ظل غياب الثقة المتبادلة بين الجيش والدعم السريع بعد شهور طويلة من القتال العنيف.

وتُعد هذه الجولة من المفاوضات في واشنطن الأهم منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، إذ يعوّل المجتمع الدولي على أن تمثل بداية فعلية نحو وقف النزاع وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس السلام والاستقرار.

تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com