احداث وحوادث

الفاشر تحت النار ..ماذا هناك ؟

الفاشر تحت النار: الدعم السريع تعلن السيطرة على آخر معاقل الجيش في دارفور والوضع الإنساني ينهار

الفاشر، السودان – تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق في الساعات الأخيرة، حيث أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، في خطوة وصفتها بأنها “محطة مفصلية” في مسار المعارك الدائرة في الإقليم المضطرب.
وتُعد الفاشر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور الشاسع كان الجيش السوداني يحتفظ بوجود عسكري فيها، مما يمنح السيطرة عليها أهمية استراتيجية وسياسية كبرى لقوات الدعم السريع. يأتي هذا الإعلان في ظل معارك ضارية مستمرة وقصف مكثف أدى إلى فرار أعداد كبيرة من المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً.

تضارب الأنباء حول السيطرة الميدانية

أصدرت قوات الدعم السريع بياناً أكدت فيه سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة مشاة، مدعية أنها “ألحقت خسائر فادحة بالجيش تجاوزت الآلاف من القتلى”، ومُشيرة إلى التنسيق مع ما تسميها “حكومة تأسيس” لتأمين المدنيين وتسهيل عودة النازحين.
في المقابل، لم يصدر عن الجيش السوداني أو قيادة الفرقة السادسة مشاة أي تأكيد أو نفي فوري للسيطرة المزعومة حتى لحظة نشر هذا التقرير. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الجيش، أمس السبت، عن صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على المدينة من خمسة محاور. وقد أفادت وسائل إعلام تابعة للدعم السريع عن اعتقال اللواء الركن محمد أحمد الخضر، قائد الفرقة السادسة مشاة، وهو ما لم يؤكده الجيش أيضاً. وتُشير هذه التطورات، في حال تأكدها، إلى تحول استراتيجي كبير في مسار الحرب في دارفور.
وتتركز الاشتباكات العنيفة في أحياء عدة من المدينة، وتُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة، مما حوّل الفاشر إلى ساحة حرب مفتوحة.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

يتزامن التصعيد العسكري مع تحذيرات دولية ومحلية من انهيار وشيك للوضع الإنساني في الفاشر، التي تعاني من حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع منذ أشهر.
المجاعة والأمراض: أفادت شبكة أطباء السودان بتسجيل وفاة ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يومياً في الفاشر بسبب سوء التغذية والأمراض، مؤكدة أن المدينة تعاني من أزمة غذائية ودوائية خانقة.
النزوح القسري: أدت المعارك والقصف المستمر إلى فرار أعداد كبيرة من المدنيين، حيث تُعد الفاشر نقطة تجمع لمئات الآلاف من النازحين الذين باتوا يواجهون موجة نزوح جديدة قسرية ومحفوفة بالمخاطر عبر طرق وعرة.
نداءات استغاثة: حذرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من تفاقم أزمة الجوع التي وصلت حد المأساة، مُطلقة صرخة إلى الجهات المحلية والدولية بأن “الجوع يقتل شعبنا رويداً رويداً”.

دعوات دولية لوقف القتال

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الدعوات المحلية والدولية لوقف القتال، حيث أصدر مجلس السيادة السوداني بياناً، أمس السبت، دعا فيه المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لوقف جرائم الدعم السريع”، متهماً إياها بارتكاب “انتهاكات جسيمة بحق المدنيين”.
ووفقاً لتقديرات أممية، أسفر القتال المستمر بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليون شخص، مما يجعل الأزمة السودانية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتظل الفاشر، التي كانت تمثل آخر معاقل الجيش في دارفور، محور اهتمام دولي، حيث يُخشى أن يؤدي سقوطها إلى مزيد من العنف العرقي والتقسيم الفعلي للبلاد، خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من إقليم دارفور. ويُعزز سقوط المقر العسكري من سيطرة الدعم السريع على الإقليم ويُمكنها من تعزيز قاعدتها لحكومة موازية شكلتها في الصيف الماضي.
المصادر: الجزيرة مباشر، إندبندنت عربية، شبكة أطباء السودان، بيانات عسكرية محلية.
تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com