الخرطوم تكشف ملاحظاتها على مقترح الهدنة وسط تلويح دولي بخطوات حاسمة
كشفت تقارير صحافية مطلعة أن الحكومة السودانية قدّمت أربع ملاحظات جوهرية إلى الآلية التقنية التابعة للمجموعة الرباعية بشأن عرض الهدنة المقترح لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، في خطوة وُصفت بأنها تأكيد على رغبة الخرطوم في تحقيق السلام مع الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السودانية.
ووفقاً للمصادر، تأتي هذه الملاحظات استناداً إلى خارطة الطريق التي عرضها السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في العاشر من مارس الماضي، والتي تضمنت رؤية شاملة لتحقيق السلام الدائم والاستقرار السياسي والأمني في السودان.
الملاحظة الأولى تمثلت في مطالبة الحكومة بـ انسحاب ميليشيا الدعم السريع من جميع المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك المناطق التي اجتاحتها مؤخراً، مؤكدة أن هذا الإجراء ضروري لحماية المدنيين من الانتهاكات المتكررة ومظاهر الإبادة الجماعية. كما شددت الحكومة على أهمية نشر قوات الشرطة السودانية في المناطق المنسحب منها لإعادة الأمن وتقديم الخدمات الأساسية للسكان.
أما الملاحظة الثالثة فقد ركزت على تجميع عناصر ميليشيا الدعم السريع داخل مناطق محددة يتم الاتفاق عليها مسبقاً في ولايات دارفور، مع إنشاء آلية رقابة دولية مستقلة تتابع تنفيذ بنود الهدنة وتضمن الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، فضلاً عن مراقبة ومنع تدفق الإمدادات العسكرية الخارجية إلى الميليشيا.
وتؤكد هذه التحركات، بحسب التقارير، أن الخرطوم تسعى إلى إنهاء النزاع عبر مسار سياسي ودبلوماسي منضبط، يضمن عودة مؤسسات الدولة إلى أداء دورها الوطني ويحافظ على أمن واستقرار البلاد.
وفي المقابل، لوّحت المجموعة الرباعية الدولية بفرض الهدنة “بالقوة” في حال استمرار التعثر أو رفض الالتزام بالمقترحات المقدمة، في مؤشر على تصاعد الضغوط الدولية لإيقاف الحرب التي أنهكت السودان وأدخلت ملايين المواطنين في أزمات إنسانية متفاقمة.
وتأتي هذه التطورات ضمن جهود دبلوماسية متواصلة تقودها الحكومة السودانية بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وشركاء إقليميين، أملاً في الوصول إلى تسوية شاملة تُعيد الأمن والاستقرار وتُنهي الحرب التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي والإنساني في البلاد.
