“أثر بعد عين”.. مشاهد من داخل منزل البرهان بالخرطوم

“أثر بعد عين”.. مشاهد من داخل منزل البرهان بالخرطوم

رغم مرور أشهر على سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم بعد مواجهات عنيفة مع قوات الدعم السريع، لا تزال المدينة تنوء تحت ثقل الدمار الذي خلفته الحرب. وفي قلب العاصمة، وتحديداً داخل المجمع الرئاسي، تقف شواهد الخراب شاهدةً على أحد أكثر فصول السودان دموية.

🔻 منزل قائد الجيش.. مبنى من رماد

في زيارة ميدانية لقناة العربية/الحدث، بدت معالم الدمار واضحة في منزل قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
المنزل الذي كان يوماً ما رمزاً للسلطة والرئاسة، تحوّل إلى هيكل خاوٍ بلا سقف ولا جدران سليمة. المحتويات تحولت إلى كتل محروقة، الزجاج ذاب، والأبواب الخشبية تناثرت أشلاءً. حتى الزخارف الرخامية لم تسلم من آثار القصف.

تَحوّل “بيت الضيافة” في المجمع الرئاسي، من مقرّ للوفود الرسمية، إلى أثر بعد عين.

🔻 شرارة الحرب الأولى

الموقع ذاته كان من نقاط الانطلاق الأولى للاشتباكات الدامية التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين:

• الجيش السوداني بقيادة البرهان

• قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”

الصراع الذي بدأ حول القصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي، سرعان ما امتد كالنار في الهشيم ليشمل ولايات أخرى، خاصة دارفور والولاية الشمالية.

🔻 البرهان: “لا هدنة قبل الاستسلام”

وفي تصريحات سابقة للعربية/الحدث، شدد البرهان على أن انسحاب الدعم السريع وتسليم أسلحته شرط أساسي لنجاح أي هدنة، مؤكداً أنه:

“لن نجلس إلى طاولة تفاوض إلا بعد ترك السلاح كاملاً”

موقف يعكس تصلّباً سياسياً وعسكرياً في ظل تعثّر كل المساعي التفاوضية.

🔻 أزمة إنسانية تتضخم

الأمم المتحدة وصفت الوضع في السودان بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.
فالحرب خلّفت:

• آلاف القتلى والمصابين

• 12 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد

• مدناً مدمرة وبنية تحتية منهارة

• نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والكهرباء

الوساطات الإقليمية والدولية، من جدة إلى أديس أبابا، لم تستطع حتى الآن إحداث اختراق جوهري في إيقاف النزيف.

🔻 الخرطوم.. مدينة أشباح تنتظر السلام

مختصون يرون أن الخرطوم تحولت من قلب نابض للسياسة والتجارة إلى مدينة أشباح.
الدمار الذي حلّ بمنزل البرهان ليس سوى نموذج صغير لما حل بعشرات الأحياء السكنية والمصالح الحيوية في العاصمة.

المدينة اليوم تقف على مفترق طرق:

• إما سلام شامل يعيد بناء الدولة

• أو استمرار للاستنزاف يبتلع ما تبقى من الوطن