مطاردة غامضة في أديس أبابا تنتهي بمحاولة اغتيال الناشط السوداني “ود قلبا”
مطاردة غامضة في أديس أبابا تنتهي بمحاولة اغتيال الناشط السوداني “ود قلبا”
أديس أبابا – تعرّض الناشط السوداني هشام علي، المعروف بـ«ود قلبا»، لمحاولة اغتيال باستخدام سلاح أبيض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في حادثة أثارت مخاوف واسعة بشأن سلامة الناشطين السودانيين المقيمين خارج البلاد في ظل أوضاع أمنية معقدة.
وأفاد ناشطون، الثلاثاء، أن هشام تعرّض لاعتداء مباشر من قبل شخص يُرجّح أنه إثيوبي الجنسية، كان يتعقّب تحركاته قبيل الحادث، ويحمل ورقة يُعتقد أنها تحتوي على صورته. وبحسب مصادر ميدانية، حاول المعتدي تنفيذ الهجوم فور اقتراب هشام من الموقع، إلا أن الأخير واجهه، ما أسفر عن إصابته في يده ثم في منطقة البطن.
ونُقل هشام على إثر ذلك إلى أحد مستشفيات أديس أبابا، حيث تلقى إسعافات عاجلة، وأكدت مصادر طبية أن حالته الصحية مستقرة، ومن المتوقع خروجه من المستشفى خلال الساعات المقبلة.
من جهتها، أعلنت السلطات الإثيوبية فتح تحقيق موسّع لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الجاني والدوافع وراء الاعتداء.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة حادثة توقيف هشام في يوليو 2024، حين أفرجت عنه الشرطة الإثيوبية بالضمان بعد احتجازه ليوم واحد. وكان هشام قد ظهر آنذاك في تصريح مقتضب من أمام منزله بضاحية قورو، طمأن فيه السودانيين على سلامته ووضعه القانوني.
وفي السياق ذاته، قال الناشط إسماعيل التاج إن توقيف هشام العام الماضي جرى في ظروف وصفها بأنها أقرب إلى عملية اختطاف، مشيراً إلى أن الاعتقال تم مساء يوم عطلة وبأسلوب غير مهني. وأضاف أن ستة أشخاص نفذوا العملية، اثنان منهم كانا ملثمين، ويُشتبه في أن بعضهم يحمل الجنسية السودانية.
وأوضح التاج أن التحقيق في تلك الواقعة بدأ في اليوم التالي وبصورة محدودة، لافتاً إلى أن الشاكي في البلاغ كان شخصاً يُدعى محمد عثمان، وحصل – بحسب قوله – على تسهيلات من جهات سودانية رسمية لاتخاذ إجراءات قانونية ضد هشام على خلفية كتاباته المتعلقة بملفات فساد.
وأكد أن السلطات الإثيوبية لم توجه أي اتهام رسمي لهشام، ولم تثبت مخالفته لأي نصوص قانونية محلية.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي يواجهها ناشطون سودانيون في الخارج، وسط مطالبات بتوفير الحماية وضمان حرية التعبير والعمل المدني.
