الدعم السريع وعلاقة الامارات بالصراع و الحرب في السودان

0
سلسلة كشف مخطط الإمارات
عرابي إنقلاب حميتي المدعوم من الإمارات
مقدمة
منذ بداية انفجار الاقتتال في السودان بين الجيش النظامي السوداني وقوات الدعم السريع التي تمردت على نظام الدولة ،دارت العديد من الأسئلة على أذهان الجميع ، حاول البعض تفسير ما يجري بأنه صراع على السلطة بين الجنرالين بناءا على الخلافات التي بدأت تطفوا على السطح منذ أن قام الجيش بتنفيذ قرارات 25 أكتوبر القاضية بإنهاء الحكم المدني في السودان واعتقال عدد من قيادة القوى السياسية ( قوى الحرية والتغيير ) وتعليق العمل ببعض المواد من الوثيقة الدستورية والتي كانت تمثل دستورا للفترة الانتقالية في السودان ، وزعم البعض أن الاقتتال أيضا يمثل النظام الإسلامي الذي سعى لتأجيج الفتنة بين المكون العسكري بشكل عام وبين الجنرالين البرهان وحميتي باستخدام بعض العناصر الخاملة والنائمة له داخل القوتين .
لكن كل هذه الآراء لا تعدوا عن كونها مجرد تحليل سطحي دون تعمق في الأحداث التي لازمت الساحة السودانية و المؤثرات الغربية والإقليمية التي طرأت عليها منذ اعتصام القيادة العامة وتشكيل المجلس العسكري الانتقالي في أبريل 2019 وحتى سماع دوي أول طلقة في 15 أبريل 2023.
الإمارات و مواقفها
المتابع للشأن السوداني عن قرب يلاحظ دائما وجود عنصر مشترك يستثمر في كل التناقضات والاختلافات بين المكونات السياسية تارة ، والعسكرية تارة أخرى ، يجيد الرهان على الأطراف التي قد تساهم في تنفيذ أجنداته مخططاته واستراتيجياته لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية .
بدأ نشاط دولة الإمارات في السودان عقب ثورة 2013 في السودان بعد توسط رجل الدين شيخ الأمين بين حكومة الدولتين لتشترط هي عدم وجود أي عنصر من عناصر الحركة الإسلامية في حكومة البشير ، فأوفى البشير بذلك وقام بإدخال كل عناصر الحركة الاسلامية بما فيهم نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه الى أمانة الحزب وأبعدهم عن دولاب العمل الحكومي والتنفيذي .
راهنت الإمارات على محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع فاستطاعت أن تجعل منه عنصر مأمونا لدى البشير في معاملات تهريب الذهب والحوالات البنكية بين أبو ظبي والخرطوم باسم شركة الجنيد وفي الفترة من مارس 2014 وحتى أبريل 2019 تثبت وجود علاقة غير واضحة بين حميتي وحكومة الإمارات .
تصاعدت وتيرة الأحداث في السودان حتى اندلعت ثورة ديسمبر والتي وصلت حتى أبواب القيادة العامة للجيش في 11 أبريل 2019 مما جعل المخابرات الإماراتية ورجلها المخلص الفلسطيني الأصل( محمد دحلان ) يرسمون طريقا ممهدا لحميتي ليكون رجلهم في المشهد السوداني القادم .
بعد حضور قوات الدعم السريع بطلب من البشير لفض اعتصام القيادة العامة لم يكن موقف حميتي واضحا من ذلك حيث تشير بعض المصادر المقربة منه في ذلك الوقت بأن الرجل كانت لديه نية حقيقية في فض الاعتصام وتنفيذ أوامر البشير وقد اختلف مع الفريق أول عوض ابو عوف وزير الدفاع في هذا الشأن حيث أكد ابن عوف عدم نية اللجنة الأمنية في فض الاعتصام وقد تلجأ في أي لحظة في حالة استمرت الضغوط الشعبية المناهضة للنظام لعزل البشير .
كان حميتي في موقف قوة كبير جدا خصوصا أن القوة التي كانت مكلفة بهذه المهمة هي قوة تأمين العاصمة والتي يقدر قوامها بأكثر من 20 ألف جندي حضرت للعاصمة بتنسيق واشراف الفريق طه عثمان مدير مكتب البشير في عام 2018 بعد إخراج أغلب قوات الجيش من العاصمة وترك قوات محدودة مكلفة بتأمين الوحدات العسكرية فقط لتكرار سيناريو تظاهرات العام 2013.
استطاعت الإمارات عبر تواصلها الفاعل مع حميتي واستثمارها المؤثر على طموحه الشخصي في تغيير المشهد بالسودان ، فقد قام حميتي بتغيير موقفه بخطابه الشهير فجاة امام قواته باعلانه مستترا وقوفه مع تطلعات الشعب وحقه في العيش الكريم دون افادات واضحة وقوية بل قام باستخدام جمل وعبارات فضفاضة بهذا الشأن .
حيال ذلك قام قادة الجيش بعد أن تبين لهم حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم وضد مكتسبات الشعب السوداني وثرواته من دولة الإمارات بتغيير استراتيجيتها في التعاطي مع الراهن خصوصا وأن موازين القوى انقلبت أيضا بعد التواصل الفاعل بين دولة الإمارات عبر وكيلها رجل الأعمال السوداني أسامة داؤود مع قادة الحراك السوداني وقادة التظاهرات وتقديم الدعم السياسي والفني والمادي.
هذه الضغوط السياسية والعسكرية التي واجهت قادة الجيش في فترة الاعتصام والآلة الإعلامية الكبيرة التي نشطت في شيطنتهم والضغوط التي مورست عليهم ، جعلت قادة الجيش يتبنون إستراتيجية جديدة بوجوه جديدة قادرة حسب خبرتها وإدارتها على كسب الوقت وتغيير موازين القوة ، فبعد أن قام الفريق عوض ابن عوف بالتنحي خشية الدخول في مواجهة قد تسبب الكثير من الخسائر للسودان ، في ظل تربص القوى السياسية والدوائر الغربية و الاقليمية للظفر بحكومة ما بعد الثورة .
لجأ الفريق أول البرهان في تنفيذ استراتيجية في ظل وجود عوامل غير مساعدة و تواطؤ كبير ومناخ سياسي مضطرب و بدأ في تقسيم خصوم الجيش على مراحل ورويدا رويدا بدأت فعالية هذه الإستراتيجية تنجح .
على الصعيد الأخر ركزت أبو ظبي على دعم حميتي عسكريا وسياسيا وفنيا وتعاقدت له مع مجموعة من الشركات الفرنسية للعلاقات العامة تمهيدا لتقديمه للمجتمع الدولي كرجل ذو نفوذ واسع يستطيع أن يساعد المجتمع الدولي في عديد من القضايا العالقة والمتعلقة بالموقع الجيوسياسي للسودان وأهمية ضمان وجود قوة عسكرية يمكنها أن تحدث مانعا ضد أي صد للمصالح الأوربية والغربية .
تعارضت مصالح الامارات مع مصر ففي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع تابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ورئيس آلية الإتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان في 13 مايو 2019 أبدى السيسي تحفظه على نظرية أبو ظبي الخاصة بتبديل الجيش النظامي السوداني بمليشيا تكونت من أصل عشائري وقبلي وقد أكد بأن تدخلات أبو ظبي في السودان غير مدروسة وستكون وخيمة العواقب والنتائج لأن استقرار المنطقة من إستقرار السودان .
استمرت الإمارات في تمديد نفوذ حميتي وجعلت منه قوة عسكرية واقتصادية لا يستهان بها ، كما عمدت على تشكيل حاضنة دولية متوازنة شرقا وغربا له، واستطاعت استمالة الجانب السياسي والحاضنة الاجتماعية لصفه عن طريق الفريق طه عثمان الحسين بشراء ذمم العديد من الأوجه السياسية والإدارات الأهلية و الإعلامية ليكون الرجل على بعد مرمى حجر من السلطة .
كشف الرشاوي والمبالغ المالية الكبيرة التي تلقاها قادة الدعم السريع من المخابرات الإماراتية .
السفير الجنيبي سفير دولة الإمارات بالسودان والذي ظل يتفاخر في مجالسه بأنه هو من قام بإدخال العملات الأجنبية المزورة لتخريب الاقتصاد السوداني وصناعة أزمة حانقة في أيام الرئيس المعزول ، كانت تحركاته في الساحة السياسية السودانية مثيرة للريبة ، فقد كان لصيقا جدا بحميتي ومهندسا لعمليات تهريب الذهب لابو ظبي ولنفسه ، وقد كان يتلقى تنويرا كاملا عن وضع قوات الدعم السريع واحتياجاتها وله علاقة وثيقة بشقيق حميتي الأكبر عبد الرحيم دقلو و عدد من قيادات الدعم السريع .
اللواء عثمان محمد حامد :
لواء يتبع لقوات الدعم السريع منتدب من القوات المسلحة كان يشغل منصب رئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع وهي الدائرة المعنية بتحركات وعدة وعتاد القوات ، والانفتاحات العملياتية وقد كان يمثل قائد قوات الدعم السريع في مواقع العمليات ، بعد اندلاع التمرد قام اغلب ضباط القوات المسلحة بالعودة لوحداتهم داخل القوات المسلحة فيما تغيب بعض القادة عن ذلك وواصلوا في قيادة التمرد وللواء عثمان دور في مجريات العمليات الأن فعمليا هو المسؤول العملياتي على الأرض تم استقطابه من قبل السفير الجنيبي وإغراءه بملايين الدولارات والإقامة الآمنة لأسرته التي غادرت السودان قبل الأحداث نظير خيانته للجيش ، وقد تم ابتزازه أيضا ببعض الملفات التي تثبت تورطه في قضايا أخلاقية وفساد مالي تم تجهيزها من قبل المخابرات الاماراتية .
اللواء حسن محجوب مدير مكتب ” حميتي”
هو الأقرب لحميتي من الضباط المنتدبين من القوات المسلحة ومن الذين يثق فيهم قائد الدعم السريع فتولى له ادارة شؤون مكتبه الخاص ، كان يرصد تحركات قادة الجيش المناوئين لحميتي ، ويكشف أسرار قادة الجيش من دفعته ومعارفه ونقاط ضعفهم ومناطقهم ويستدرج العديد لاستقطابهم، كما أنه كان بمثابة ناقل أسرار الجيش عبر اختراقه لعدد مقدر من ضباط وقيادات الجيش السوداني ، نظيرًا لولاءه قام حميتي بمنحه امتيازات مادية كبيرة كما أنه كان من المشرفين على صياغة خطة انقلاب الإمارات بعد تلقيه العديد من التطمينات من السفير الجنيبي .
اللواء حقوقي الوليد البيتي :
هو المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع ، من الضباط المنتدبين من القوات المسلحة، كان المسؤول الأول من السيطرة على النيابة والأجهزة العدلية لصالح قائد قوات الدعم السريع بسبب علاقاته الواسعة ونفوذه مع وكلاء النيابة وبعض المستشارين والقضاة ، له علاقة وطيدة بالمحامي عادل عبد الغني والذي روجت له غرف دولة الإمارات الإعلامية لترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء ، تورط في العديد من التدخلات الغير قانونية داخل أروقة النيابة العامة للتأثير على قرارات القضاء ضد منسوبي لجنة ازالة التمكين الموالين لحميتي وهم طه عثمان ووجدي صالح و محمد الفكي .
لم يقم بالعودة للقوات المسلحة بعد اندلاع التمرد لظنه أن الترتيب الذي كان مشرفا عليه بنفسه سيضع الدعم السريع أمام السلطة دون أي مواجهة .
العميد عمر حمدان محمد حماد
من نيالا وينحدر من قبيلة الهبانية
الدفعة ٤٣،من أوائل الضباط الذين التحقوا بالدعم السريع
مشهور بين ابناء دفعته بالانانية وحب المال
بالرغم من تميزه في بداية مسيرته المهنية الا انه فضل العمل بالدعم السريع انتهازي بامتياز وبذل جهودا كبيرة في التقرب من اشقاء حميدتي.
تولى منصب مدير دائرة شئون الرتب الاخرى وعمل من خلالها على استقطاب عدد كبير من اقربائه وابناء قبيلته للدعم السريع واغراءهم بالذهاب لحرب اليمن.
كان لا يخفي استهتاره وسخريته من القوات المسلحة بالرغم من تظاهره المستمر بالاحتفاظ بعلاقته مع دفعته الذين كانوا لم يتفاجئوا باختياره خيانتهم.
هاجم في الايام الاولى للتمرد مقر قوات الاحتياط وقتل جنوده قائد الوحدة العقيد الركن جعفر عطيوي الذي كان جاره في السكن بقشلاق ابوحمامة.
العميد ابشر جبريل بلايل:
مدير مكتب شقيق حميتي عبد الرحيم دقلو وكاتم أسراره والمقرب جدا منه ، عرف باستغلال نفوذه وأخذ رشاوي مقابل توفير فرص للمدنيين للمشاركة في حرب اليمن ، أوفد إثنين من أبناءه المدنيين ” طلبة جامعة” للمشاركة في حرب اليمن، له عدد من العقارات التي يستثمر فيها بمنطقة شرق النيل ، ذو علاقات نسائية جعلت منه هدفا سهلا وصيدا ثمينا للمخابرات الإماراتية و عملائها ، أشرف على رشاوي مكتب عبد الرحيم دقلو لبعض قيادات العمل السياسي وله تسجيلات فيديو لذلك لابتزازهم حالة عدم الإنصياع لعبد الرحيم دقلو ، طبيعة عمله في مكتب عبد الرحيم جعلته قريبا من السفير الجنيبي الذي ساعده في الحصول على بعض الاستثمارات الخاصة في دولة الامارات .
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com