قال يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد الدعم السريع، إن محادثات جدة بشأن هدنة لمدة أيام خلال عيد الأضحى المبارك لم تتوصل بعد لنتائج فيما قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية إن المحادثات تأجلت لعدم خروجها بالصيغة المرجوة.
وأكد عزت في مقابلة مطولة مع راديو دبنقا موافقة الدعم السريع من حيث المبدأ على مقترح الوساطة السعودية الأمريكية بالهدنة .
وقال إن الدعم السريع يوافق على أي هدنة تتيح اسكات صوت الرصاص مؤقتاً مبيناً إنهم يناقشون الأمر بكل جدية ولكن لم يتوصلوا لأي نتائج حتى الآن.
لا وجود في المستشفيات
وحول خرق الدعم السريع للهدن السابقة والبقاء في المستشفيات، نفى عزت بشدة وجود الدعم السريع داخل المستشفيات ، مؤكداً إن لجنة (5+5) التي تم تشكيلها من الجيش والدعم السريع بجانب جهات مراقبة أكدت في تقريرها عدم وجود قوات الدعم السريع في المستشفيات .
وكان أحد أعضاء اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، فضل حجب اسمه لدوعي أمنية ذكر لراديو دبنقا إن الدعم السريع سحبت قواتها من المستشفيات خلال زيارة الوفد ولكنها أعادتها بعد مغادرة الوفد مشيراً إلى عدم اشراك الأطباء في المراقبة.
ولكن يوسف عزت قال إن جهات لم يسمها أصبحت غير محايدة وتردد اتهامات بوجود قوات الدعم السريع في المستشفيات واعتبر ذلك استهدافاً.
وتساءل هل ذهب أعضاء اللجنة التمهيدية للأطباء إلى المستشفيات وتأكدوا بنفسهم من وجود الدعم السريع؟ وتساءل أيضاً هل الدعم السريع محتاج إلى مستشفى للسيطرة على المستشفيات في ظل وجود معسكرات الجيش التي يسيطر عليها في الخرطوم في ظل وجود المدارس المتوقفة عن العمل والمقرات الحكومية ؟
تبرؤ من احتلال المنازل
أما بشأن وجود الدعم السريع داخل الأحياء السكنية، أكد عزت إن جميع المقرات العسكرية تقع داخل المدينة وبالقرب من الأحياء. وأوضح إن وجود الدعم السريع في هذه المناطق طبيعي، وإنه يسيطر على الطرق الرئيسية والجسور ويضع نقاط للتفتيش ويسهل عبور المواطنين.
واعتبر الحديث عن وجود الدعم السريع داخل الأحياء السكنية بأنه محاولة لإخراج قواتهم من الخرطوم وأضاف (لن نستجيب ولن نسلمهم الخرطوم).
ونفى عزت وجود منسوبي الدعم السريع داخل منازل المواطنين وقال ( لا مصلحة لنا في الوجود داخل المنازل). ولكن عدد كبير من المواطنين والصحفيين والقيادات المجتمعية أكدوا إن قوات الدعم السريع احتلت منازلهم ونهبت ممتلكاتهم ومركباتهم.
كما اتهمت عدد من تشكيلات لجان المقاومة الدعم السريع بقتل مواطنين في مختلف الأحياء بسبب الدفاع عن منازلهم .
اتهامات لحرس الحدود
وبالمقابل قال يوسف عزت إن قوة قوامها أكثر من ثلاثة آلاف جندي بقياة المقدم القوني عسيل والعقيد محمد يونس ادخلها البرهان إلى الخرطوم قبل اندلاع الحرب، وإن 270 منها ما زال داخل القيادة، وأوضح إن تلك القوة ترتدي زي الدعم السريع وتستقل سيارات تحمل لوحاته وترتدي الكجمول وسحناتها ولهجاتها مشابة للدعم السريع تمارس الانتهاكات ضد المواطنين.
وقال إن العقيد يونس والمقدم القوني هم من ابناء دارفور وينتمون إلى نفس القبيلة التي تنتمي لها قيادة الدعم السريع ( الرزيقات). وأوضح إنهما كانا ضمن ضباط مع قوات حرس الحدود وعملوا سابقاً مع البرهان وتمت إعادتهم للخدمة قبل 7 شهور .
وقال إن البرهان أمر القوني ويونس بالتجنيد وسط القبائل العربية في دارفورحيث انتقلت قيادتهم مؤخراً إلى القوات البرية تحت قيادة العقيد ابو بكر ود العسيلات وهو المسئول عن ملف قوات حرس الحدود.
وأكد إن هذه القوات بنفس سحنات جنود الدعم السريع وترتدي ذات الكدمول وتعمل في الاعتداء والسرقة ونهب المنازل والسيارات والبنوك والمحلات التجارية بتخطيط وتدبير من الاستخبارات العسكرية .
وأكد إن قوات الدعم السريع القت القبض على سيارات مدنية بالقرب من الأبيض، ووصف المخطط بالكبير والمنظم وان قوات الدعم السريع تواجه المخطط بصمت
واتهم ذات القوات بالهجوم على جميع السفارات الغربية في اليوم الأول للحرب بإرشاد الاستخبارات العسكرية
وقال إن الهدف من إحضار القوة إلى الخرطوم هو حدوث معركة بين الرزيقات داخل الخرطوم، وإحداث شرخ بين مكونات دارفور لينعكس تأثيره على الواقع الاجتماعي في الإقليم. وأكد وعي الدعم السريع بالمخطط وعدم انجراره وارءه وتجنب الاشتباك مع هذه القوات التي قال إن أفرادها يحتلون منازل المواطنين .
ولفت إلى إن هنالك عمل منظم لاستعداء المواطنين بالخرطوم ضد الدعم السريع عبر دخول تلك القوات للمنازل ومباشرة عمليات النهب والانتهاكات، مشيراً إلى ان هنالك مواطنين عاديين يمارسون النهب.
وتساءل ما مصلحة الدعم السريع في دخول منازل الرموز الوطنية والشخصيات العامة ومقرات الأحزاب، واعتبرذلك عملية منظمة وممنهجة تقودها الاستخبارات العسكرية لتشويه صورته.
وأكد إن الدعم السريع مشغولة بالمعارك الدائرة ولا يمكنها ترك ذلك والتحول لقوات شرطة لحماية المنازل ، موضحاً إن الأمر يحتاج إلى احكام السيطرة على الخرطوم أولاً
وقال إن الدعم السريع شكلت قوة لحماية المدنيين برقم اتصال ساخن، وسخر من الحديث عن نهب الشاشات والاثاثات المنزلية وتساءل ماذا يفعل بها جنود الدعم السريع أثناء مشاركتهم في المعارك.
وأكد عزت إن قوات الدعم السريع تركز على مقرات الجيش وحماية الشركات والمنشآت العامة وتجنب عدم اختراق الاستخبارات للخرطوم .
وأدان أي اعتداء على منازل المواطنين وقصفها بواسطة الجيش ولم يستبعد ارتكاب بعض منسوبي الدعم السريع مخالفات باعتبار ضحامة حجم القوات مؤكداً استعدادهم لمحاكمة المخالفين.
اغتصاب
وشن يوسف عزت مستشار قائد الدعم السريع هجوماً على منظمات لم يسمها وقال إن الحرب كشفت الاقنعة عن منظمات ، كانت تعمل من أجل الديمقراطية والحرية وأصبحت ترفع تقارير داعمة للجيش والكيزان للمؤتمر الوطني .
وأشار إلى أن دوافع التقارير والتصريحات تختلف بين شخص وآخر حسب رؤيته للصراع الدائر هل هو صراع جهوي أو صراع بين مكونات خارجية.
ويوم الاثنين، اتهم فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الدعم السريع بالضلوع في اغتصاب عشرات الضحايا بالخرطوم .
ونشرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة تقرير عن اغتصاب عشرات الحالات في الخرطوم معظمها بواسطة الدعم السريع.
محاولة للإدانة
من جانبه قال يوسف عزت مستشار قائد الدعم السريع إن الهدف من هذه التقارير يتمثل في إدانة الدعم السريع في المحافل الدولية
اقرأ المزيد
وأوضح إن قوات الدعم السريع لا تستهين بالادانات الدولية ولكنه أكد في الوقت نفسه إنهم الإدانات لن تقود إلى أي نصر عسكري .
وشدد إن اتهام أفراد الدعم السريع بارتكاب جرائم الاغتصاب تأتي في إطار استثارة غضب المواطنين في الخرطوم وتحريك النزعات الجهوية ودفعهم لحمل السلاح بعد أن رفضوا ذلك في وقت سابق، واعتبرذلك ضمن أساليب جهاز الأمن والاستخبارات والحركة الإسلامية بعد أن فشلوا في تجييش الشعب. واضاف (هذا استفزاز مقصود للناس في أعراضهم حتى يتحركوا لحمل السلاح).
واتهم تنظيم الحركة الإسلامية بتأسيس كيان بأسم المقاومة الشعبية واعلان تسليح المواطنين يتحكم فيها الأمن الشعبي والاستخبارات لاقحام المواطنين .
وأكد إن قائد قوات الدعم السريع كلف مدير الدائرة الطبية للدعم السريع منذ بداية نشر تقرير من بعض المستشفيات عن خمس حالات اغتصاب، وقال اتصلنا بذات الجهات والمستشفيات التي نشرت التقارير ولم نتمكن من التوصل إلى أي معلومة.
وأكد إن قوات الدعم السريع اجتهدت في التواصل مع الجهات التي نشرت التقارير لمعرفة أماكن حدوث حالات الاغتصاب بغرض التحقيق مع منسوبيها ولكن تعذر الأمر لعدم تعاون تلك الجهات. وأضاف ( من حق الجهة المتهمة، والتي تبدي تعاونها، الحصول على المعلومات للتحقيق. ولكن تلك المنظمات لم تمنحنا فرصة للدفاع عن انفسنا).
وقال (ليس لدينا معلومات مفصلة بشأن حالات الاغتصاب حتى نباشر التحقيق). وأضاف ( جنود الدعم السريع بشر ونحن مستعدون لمحاكمتهم في ارتكاب تجاوزات) .
وبشأن مقطع الفيديو الذي وثق لحالة اغتصاب ارتكبها أشخاص يرتدون زي الدعم السريع بالخرطوم، أكد إنهم بدأوا رصد وتحليل مقطع الفيديو الذي انتشر عن حالة اغتصاب بالخرطوم خلال اليومين الماضيين مؤكداً إنهم يسعون للوصول للشخصيات التي ظهرت على مقطع الفيديو ،ومن بينهم شخص يرتدي زي القوات المسلحة، وأكد استعدادهم لمحاكمة أي شخص في حال ثبوت انتمائه للدعم السريع لأنه ربما يهدف لخدمة أجندة أطراف أخرى .
الجنينة ..مثول أمام الجنائية
وبشأن اتهام الدعم السريع باستباحة الجنينة بالتعاون مع المليشيات العربية، أبدى يوسف عزت استعداد قوات الدعم السريع للمثول أمام أي تحقيق محلي أو دولي أو أمام المحكمة الجنائية الدولية في حال تورط أفرادها بما يجري بالجنينة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بأن ما يجري في الجنينة يرقى لدرجة الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب، بينما قال فولكر بيرتس إن هناك نمطاً ناشئاً من الهجمات واسعة النطاق في بعض المناطق، والتي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية، ويزعم أنها ارتكبت من قبل ميليشيات عربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع.
وأعلنت سلطنة دار مساليت في تقرير عن مقتل 5 آلاف شخص وإصابة 8 آلاف آخرين منذ اندلاع العنف بالجنينة مجملة قوات الدعم السريع مسئولية الهجمات .
و حمّل يوسف عزت مستشار قائد الدعم السريع في مقابلة مع راديو دبنقا الاستخبارات العسكرية مسئولية إنشاء المليشيات العربية وإدارتها وتوزيع السلاح لها وأضاف (وذلك بهدف مواجهة الدعم السريع وادخال الجنينة في صراع اثني لضرب معركة الدعم السريع في الخرطوم). ونفى بشدة مساندة الدعم السريع للمليشيات.
ولكن والي غرب دارفور خميس ابكر الذي جرى اغتياله خلال الشهر الجاري أكد في آخر تصريحات صحفية إن الدعم السريع والمليشيات التي تساندها استباحت الجنينة. كما أن سلطان دار مساليت السلطان سعد عبدالرحمن بحر الدين أكد ذات المعلومات في بيان له يوم الأربعاء 21 يونيو.
وبالمقابل قال يوسف عزت إن الجيش ضغط على والي غرب ادارفور لتبني موقف القوات المسلحة ولكنه رفض ذلك، واعتبر اتهامه للدعم السريع باستباحة الجنينة مؤخراً بأنه استجابة جزئية للضغوطات.
وأكد يوسف عزت إن الصراع بين العرب والمساليت يعود إلى العام 96 وصنعه النظام البائد، مؤكداً إن الدعم السريع ظل يلعب دور المصالحات .
واشار عزت أيضاً إلى فتح مخازن الشرطة في الجنينة، خلال الأحداث الجارية لتوزيع السلاح للمساليت بهدف اشعال القتال بين القبائل. وإظهار الدعم السريع بأنه ضالع في الصراع قبلي.
وأكد إن قيادة الدعم السريع وجهت منسوبيها بعدم الخروج من مقراتهم والمقرات التي يسيطرون عليها وعدم التدخل حتى للفصل بين الأطراف . واتهم الجيش بالضلوع في الهجمات بتحريك دبابات في لأحياء وشارك في الهجمات
وأقر بحدوث جرائم في الجنينة وسقوط قتلى من القبائل العربية والمساليت.
واتهم يوسف عزت المليشيات بقتل والي غرب دارفور بعد ملاحقته في مقر اليونسيف الذي احتمى به ثم لجوئه إلى الاحتياطي المركزي حيث لم يجد الحماية، واشار إلى اتصال خميس بقائد الدعم السريع وطلب حمايته الذي وفر له الحماية ، وقال إن جمعة حاول نقله إلى تشاد حيث قتل بعد عبور ثلاث ارتكازات .وتساءل لو كانت المليشيات متحالفة مع الدعم السريع هل كانت ستقتل خميس في هذه الظروف.
ولكن مجيب الرحمن يعقوب مساعد معتمد اللاجئين بغرب درافور اتهم الدعم السريع وقيادات بالضلوع في مقتل خميس كما اتهم الجيش والحركة الشعبية قيادة عقار الدعم السريع بقتل خميس.
وبشأن ظهور افراد المليشيات في مقطع الفيديو الخاص باعتقال خميس ومدى انسجامهم مع الدعم السريع، قال إن افراد المليشيات حاولوا الاعتداء على خميس بالضرب بكرسي حيث وفر له الحماية. وقال إنه لا يمكن الوصول لنتيجة الانسجام بتحليل مشهد محدود . ونفى اعتقال الدعم السريع لخميس ووصف ما جرى بأنه حماية له.
وأضاف ( ليس لدينا مصلحة في التحالف مع المليشيات المنفلتة وليس لدينا مصلحة في أي صراعات قبلية).
اتهام للاستخبارات
وبشأن أحداث كتم بولاية شمال دارفور، قال إن قوات الدعم السريع استهدفت الحامية وسيطرت عليها ولا علاقة لها بما جرى في المدينة قبل ذلك بيومين .
وتسبب الهجوم على كتم بمقتل عشرات المواطنين والنازحين وإصابة آخرين ونزوح مواطنين إلى الفاشر ومناطق أخرى، حيث اتهم مواطنون الدعم السريع والمليشيات بش، الهجمات.
وقال يوسف عزت إن قوات الدعم السريع وضعت 12 سيارة مجهزة لحماية سوق كتم ولكن المليشيات اقتحمت المدينة والمعسكرات المجاورة لها .وأضاف بذلنا جهوداً لحماية المواطنين عبر الاتصال بقائد الدعم السريع في المنطقة ووجهناه بالتصدي للميشيات
وحول اسباب الهجوم على كتم قال عزت إن اغتيال حافظ داوود وهو ضابط في قوات حرس الحدود بالقرب من (جنينة مكينة) في كتم أثار حفيظة قبيلته ودفع المليشيات للهجوم على المدينة والمعسكرات المجاورة لها .
وقال إن حافظ له عداء معروف مع الدعم السريع وحاول، بعد اعادته للخدمة ، تجنيد ابناء القبائل العربية بتكليف من البرهان وذلك لمواجهة الدعم السريع ولكنه لم يفلح سوى في تجنيد عدد محدود.
ووصف ما يجري في جميع أرجاء دارفور بأنه عمل منظم تقوده الاستخبارات العسكرية بتجنيد المليشيات بهدف شغل مواطني دارفور بالصراعات القبلية للإنفراد بالسيطرة في الخرطوم.
حرب شاملة ضد الجيش
وحول ما جرى في طويلة وزالنجي وكبكابية قال إن الدعم السريع في حالة حرب مع الجيش ويستهدف مقراته ، وقال إن الجيش يستخدم تكتيكاً معروفاً بادخال المليشيات الموالية له إلى المدن بعد انتصار الدعم السريع لتحويل الصورة إلى صراع قبلي .
ولكن الجيش وتشكيلات لجان المقاومة اتهمت في بيانات منفصلة الدعم السريع بالصلوع في الهجوم على طويلة مما أدى لمقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
وأكد رصدهم العناصر العربية التي تعمل في صفوف الاستخبارات العسكرية والتي تمت اعادتها للخدمة وتوعد بمحاكمتهم . واعتبر ما يقومون به طعناً في الظهر للدعم السريع .
وطالب مواطني دارفور بالتسلح بالوعي والجلوس مع بعضهم وحل جميع القضايا وجبر الضرر واعادة الأمن والسلم لدارفور.
قد يعجبك ايضا
