سقطت عمداً الكثير من الاطروحات السياسية والفكرية لفهم ظاهرة الجنجويد الارهابية في مطب التواطؤ والتهاون عن طرح مواقف قطعية من انتهاكاته، فيما يشبه توفير تبرير للإرهاب أو تمكينه من الذرائع، وعلى شاكلة هذه القراءات ذهب البعض في النادي السياسي السوداني إلى اعتبار ان الجنجويد مغدور بهم من طرف ثالث، لان استراتيجيتهم تقوم علي جمع الجنجويد والجيش كطرفين ثم ينضموا ليهم في طريق الاختصار الى السلطة.
اعلنت الامم المتحدة أمس أن الدعم السريع اختطف عدد من النساء والفتيات وقام بتزويجهن قسرا واحتجازهن للحصول على فدية واصفة ظروفهن بنها أشبه بالعبودية.
وقالت إليزابيث ثروسيل المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الانسان : نعتقد بأن غالبية الجرائم ارتكبتها قوات الدعم السريع وسنواصل مناشداتنا لكلا الجانبين لوقف هذه الاعتداءات غير المقبولة
بهذا الاعلان تضيف الامم المتحدة انتهاك جديد لينضم لسجل الجنجويد الحافل بالفظائع التي خلقت صورة ذهنية للدعم السريع عن كل الشعب السوداني لن تتغير ولو تعلق باستار الكعبة، هذه الصورة الذهنية يحاول حلفاء الجنجويد اخفائها بتكتيكات عديدة اولاها الطرف الثالث وثانيها “طرفي الحرب” وثالثها “حرب الجنرالين” والخ
لكن انتهاكات الجنجويد المستمرة والمتخلقة التي ادانها العالم اجمع افشلت الحلفاء في تغير الصورة الذهنية للجنجويد فذهبوا يشاركون الدعم السريع الفرحة في انتصاراته فاصبح عرمان منافس شرس للقائد جلحه في نقل اخبار العمليات من خلال حائطه في منصة X ..
ماذا انتم قائلون ياحلفائه بعد ان اعلنت الامم المتحدة الدعم السريع تاجراً نشطاً في شرف وعرض حواء السودانية؟ هل سيجبركم هذا الموقف من اعلان ادانة ؟مثلما اجبرتكم ادانات العالم لمجزرة الجنينة ان تدخلوا في بياناتكم مفردات الادانة الخجولة لاول مرة بعد ١٠٢ يوم من الحرب في اجتماعاتكم بالقاهرة
اقرأ المزيد
في كل بيانات الحلفاء حصرت انتهاكات الجنجويد في احتلال المنازل وسرقة العربات وفي الفقرة الثانية ترد النداءات لقائد الجنجويد بان يضبط قواته عبر لجنة فضيل، كآن الآمر فردي وجاء بشكل بعيد من ال دقلو “حبايبكم”
في تقديري اذا ذكر الحلفاء في ادبياتهم ان الدعم السريع قتل ٥ الف في الجنينة من المساليت .. وهجر قسريا ٣٥٠ الف واغتصب في الخرطوم ١٦٥ فتاة كما قالت سليمة اسحاق الحليفة شريف التي عينوها في هذا الموقع في حكومتهم ايام حمدوك وهللوا لبياناتها عندما قالت ان انقلاب ٢٥ اكتوبر صاحبه اغتصاب .. واذا قالو ان الدعم السريع اختطف فتيات للاستقلال الجنسي كما قالت الامم المتحدة.. واذا قالوا ان الدعم السريع قام بتصفية على اساس عرقي كما قالت بيانات الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي .. واذا قالو ان الدعم السريع يقاتل معه اجانب من مالي والنيجر وليبيا كما قال فولكر في احاطته قبل الاخير في مجلس الامن..
اذا قالوا كل ذلك لن يكون امامهم الى خصومة الدعم السريع والانتقال من محطتهم وساتر الحياد لان ذلك اعتراف صريح ان الجنجويد يقود حرب وعدوان على الامة
لذلك انحصرت الانتهاكات في عربات ومنازل فقط رغم ان العالم سمى بشكل مباشر الدعم السريع طرف اساسي في الانتهاكات اعلاه
لن يتزحزح الحلفاء من محطة الطرف الثالث وساتر لا للحرب رغم كل الانتهاكات الفظيعة الجنجويد التي لا يجدون لها انتهاك يقابلها مع سبق الاصرار والترصد من الجيش لذلك يجتهدون في اظهارها من خلال عمليات الطيران وخلق روايات عن جيش افتراضي “اسمو جيش ” عقار في الجرافة وكرري
لن يتزحزح الحلفاء لانهم يخجلون من التحالف بشكل علني مع الدعم السريع رغم ان هنالك اطراف مثل عرمان لا تتحرج في ذلك ، ولكن لن يستطيعوا ان يفعلوا ما فعله التجمع الوطني الديموقراطي عندما تحالف مع قرن والحركة الشعبية رغم الحملة الإعلامية الشرسة من الجبهة الاسلامية القومية التي تريد شيطنة الحركة …لم يكن هنالك اي حرج للتجمع لان الحركة تحمل مشروع سياسي ويعتبرها نفر عزيز من السودانين مشعل من مشاعل النضال والتفوا حولها وكذلك حركات دارفور جمعت عدد مقدر من أكاديمين ومثقفين دارفور وهو العكس تماما في الدعم السريع
الناظر لتكوين وفد الدعم السريع المفاوض الان في جدة وسوف يصل الى حقيقة دون عناء مفادها ان ال دقلو فشلوا في استقطاب اكاديمين ومثقفين من الزريقات والمسيرية دعك من دارفور لكنهم استطاعوا استقطاب امراء الحرب المحدودين من حيث المعرفة والتعليم من هذه القبائل امثال “جلجله وبرشم وياجوج وماجوج” فاذا اراد operator الجنوبين والنوبة سابقا العمل مع الدعم السريع فسيكون زميل لهاولا بعد ان كان زميل لفقان امون ودينك الور وربيكا والحلو ويوسف كوة
قد يعجبك ايضا
