صرخات النازحين السودانيين: هل يستجيب المجتمع الدولي وأطراف الصراع؟ خبراء يجيبون

0

شهدت معسكرات النازحين داخل وخارج السودان احتجاجات سلمية تطالب المجتمع الدولي بالاستماع إلى معاناتهم وتحسين الحالة الإنسانية الكارثية التي يعيشونها. طالب النازحون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على طرفي الصراع (الجيش والدعم السريع) لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى مناطق الإيواء وتأمينها، وكذلك تأمين وجود آلاف العائلات في مناطق نزوح آمنة، حيث أن هؤلاء مهددون بالطرد من المدارس التي يقيمون فيها، رغم أن غالبيتهم من النساء والأطفال، بسبب رغبة بعض السلطات المحلية في إعادة فتح المدارس.

دعوات للتظاهر السلمي

أيوب خضر، أمين شؤون إقليم دارفور في منظمات المجتمع المدني السودانية، صرح لـ”اخبار السودان” أن “دعوات التظاهر السلمي في مخيمات النازحين ومعسكرات الإيواء جاءت بعد أن وصلت الأوضاع إلى منحنى خطير يهدد بكارثة محققة في ظل تجاهل دولي ومحلي”. وأضاف أن النازحين قرروا التظاهر السلمي بعد أن فقدوا الأمل في سماع استغاثاتهم أو الرد عليهم، تعبيراً عن رفضهم لحرب التجويع والتهجير القسري الذي يتعرضون له.

مطالب النازحين

يأمل النازحون في أن يصل صوتهم ويحرك ضمير العالم، لفت انتباه طرفي الصراع (الجيش والدعم السريع) والمجتمع الدولي للضغط من أجل فتح ممرات إنسانية وتوصيل المساعدات لمستحقيها، خصوصاً الموجودين في المعسكرات ومراكز الإيواء.

تجاهل دولي

أشار خضر إلى أن البعض وصلوا حد اليأس بسبب الظروف الإنسانية القاسية دون اهتمام من أطراف الصراع، مع التجاهل المريب من الأمم المتحدة ووكالاتها والمجتمع الدولي. وطالب خضر أطراف الصراع بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات، ودعا الأمم المتحدة ووكالاتها لاتخاذ التدابير المناسبة لإنقاذ السودان من الكارثة المحققة.

مرحلة جديدة من الاحتجاجات

نضال مهدي، المنسقة الإعلامية لمنظمات المجتمع المدني في دارفور، قالت لـ”اخبار السودان” إن معسكرات النزوح والإيواء دشنت مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية لفت الانتباه داخلياً وخارجياً للمأساة الإنسانية التي يعيشها النازحون. وأضافت أن المحتجين رفعوا مطالبهم وقضاياهم العاجلة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة المواطنين الفارين من مناطق الصراع.

الممرات الآمنة

منظمات المجتمع المدني السودانية تتلقى استغاثات يومية عبر البريد الإلكتروني، تتضمن شكاوى نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية اللازمة للأطفال وكبار السن، خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة. وأكدت مهدي أن النازحين دعوا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمواجهة الأزمة الإنسانية وفتح ممرات آمنة.

أزمة الإيواء

معالي محمد علي، الناشطة في منظمات المجتمع المدني بالخرطوم، أوضحت لـ”اخبار السودان” أن النازحين يستخدمون المدارس كمراكز إيواء نظراً لاحتوائها على مراحيض وعدد كبير من الغرف. وأشارت إلى أن عدم وجود معسكرات إيواء مناسبة جعل المواد الإغاثية تصل لعدد محدود من النازحين الفارين من الحرب.

تداعيات التظاهر السلمي

علي أشارت إلى أن النازحين يتظاهرون سلمياً احتجاجاً على إخراجهم من المدارس، حيث ترغب الحكومة في فتح المدارس في الولايات الآمنة، ما يدفعهم إلى العراء في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات. وأوضحت أن المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع غير آمنة، وأن الإغاثات الإنسانية لا تصل إلى كافة مناطق النزوح.

تدهور الأوضاع الإنسانية

مع تفاقم القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، تتدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، التي تأوي أكثر من مليون ونصف من السكان والنازحين، وسط مخاوف من نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية. يشار إلى أن الحرب التي اندلعت في السودان في 15 أبريل 2023 خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتسببت في نزوح الملايين، رغم محاولات الوساطة العربية والأفريقية والدولية لوقف القتال.

قد يعجبك ايضا

اضف ردك !

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com