خبراء يجيبون: هل خرجت الحرب السودانية عن سيطرة أطراف الصراع؟

0

تتفاقم الأوضاع في السودان مع استمرار الحرب وتوسّع رقعتها، وفشل جميع الوساطات المحلية والإقليمية والدولية في تحقيق حلّ أو حتى هدنة إنسانية لإيصال المساعدات للملايين من النازحين والفارين من ويلات الحرب. يثار السؤال حول عجز الداخل والخارج عن وقف الحرب السودانية، ومدى حقيقة إدارة الحرب من أطراف وداعمين إقليميين ودوليين.

تصريحات الخبراء العسكريين

يقول الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، إن الحرب لم تخرج عن السيطرة بعد، رغم توسعها إلى مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة. يشير تاور إلى أن القوات المسلحة السودانية ما زالت متماسكة وتدير شؤون البلاد، مضيفًا أن الجيش السوداني لا يزال يسيطر على المواقع الرئيسية منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، مثل القيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح المهندسين والإشارة وغالبية الأسلحة الفنية في الولايات.

خطر التقسيم ومخططات خارجية

فيما يتعلق بإمكانية تقسيم السودان، يحذر تاور من خطورة هذا الموضوع، مشيرًا إلى وجود مخططات دولية لتقسيم البلاد تعود إلى سنوات ماضية، بما في ذلك مخطط إسرائيلي منذ عام 2008. يؤكد تاور أن توسع الحرب يخلق بيئة مناسبة لتمزيق البلاد وتشتيتها، مشددًا على أن الدعم الخارجي يلعب دورًا كبيرًا في استمرار الصراع.

الأوضاع على الأرض

وأشار إلى أن من يدافع اليوم عن السودان ليس القوات المسلحة وحدها، بل الجميع في مناطق مثل الفاشر، حيث يقاتل الرجال والنساء إلى جانب القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح. واعتبر تاور أن الجيش السوداني هو الأكثر ثباتًا على الأرض، والكثير من القادة ظلوا في مواقعهم منذ اندلاع الحرب.

السيطرة الخارجية

من جانبه، يرى وليد أبوزيد، المحلل السياسي السوداني، أن الحرب خرجت عن سيطرة طرفي الصراع منذ إطلاق أول رصاصة في 15 أبريل/نيسان 2023. يشير أبوزيد إلى تدخلات خارجية منذ البداية، وانتهاكات وحشية أفقدت الطرفين شرف القتال لأجل قضية قومية، مما زاد من الاستقطاب الإثني واصطفاف القبائل.

غياب الإرادة

يتوقع أبوزيد أن يؤدي طول أمد الحرب إلى تقسيم البلاد، خاصة مع اضطراب مواقف دول الإقليم حول طرفي الصراع. يرى أن الحرب خرجت عن السيطرة داخليًا وخارجيًا، وتفتقر قيادة الطرفين للإرادة الكافية لوقف إطلاق النار، مما يعني استمرار معاناة الشعب السوداني لشهور عديدة إذا لم يتغير الحال.

مبادرات السلام

وقع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وزعيم الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو وقائد حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، إعلان نيروبي الهادف لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة على أسس جديدة، منها الفصل بين الدين والدولة وحق تقرير المصير.

الخلفية التاريخية

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى بين المدنيين. بدأت الخلافات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو بعد توقيع الاتفاق الإطاري للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمدني في ديسمبر الماضي. اندلعت الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، ولم تنجح الوساطات العربية والأفريقية والدولية في تحقيق وقف دائم للقتال حتى الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com