أثارت دهشة الاجانب .. التكايا .. زاد الجوعى في زمن الحرب
التكايا أصبحت زاد الجوعى للنازحين الذين شردتهم الحرب من مساكنهم , وزاد للذين قطعت بهم الطرق , وزاد للمستقرين في منازلهم وانقطعت سبل كسبهم للعيش , والتكايا مصطلح صوفي قديم مشتق من المتكأ حيث يجد الفقراء والمساكين ملاذاً يوفر لهم مايسدون به رمقهم , وعادت من جديد كموروث اجتماعي تكافلي ومثلت ركيزة أساسية في تقديم ا العون للمواطنين ومعالجة مشاكل الفجوة الغذائية اثناء الحرب الدائرة .
و لعل واحدة من حسنات الحرب انها عضدت روح التكاتف بين افراد المجتمع خاصة المغتربين الذين لم يبخلو بقرش في دعم التكايا الخيرية , ورغم الاوضاع التي يعيش فيها المجتمع السوداني من ضيق وجوع وقهر تستدعى ان ينأى المرء بنفسه ويقول “نفسي نفسي ” الا أن هذا الوضع زاد الشعب السوداني متانة واصالة وصمودا وجعله يحمل هم الأخرين بدلا من هم نفسه وتجسدت تلك الروح الطيبة المعطاء في قيام المبادرات الخيرية باختلاف مسمياتها من غرف للطوارئ وتكايا وعكف كل شباب منطقة على عمل تكية تسد جوعى المحتاجين وبمساعدة زراعهم الأيمن المغتربين الذين يعانون في صمت من القهر والذل الذي تعرض له زويهم ويبسطون أيديهم بكل مايملكون من قرش لنجدة شعبهم من الجوع , وفاعلي الخير الذين يعطون بلا حساب .
وليس بغريباً على شعب السودان الذى انهالت عليه المصائب والمحن , وأثارت هذه القيم دهشة الامين العام للأمم المتحدة الذي قال :(غرف الطوارئ والتكايا في السودان أفضل مافي الانسانية وأشاد بالدور البطولي للقائمين على أمر المبادرات العديدة التي يقودها السودانيون ويقدمون من خلالها مساعدات حيوية ومنقذة للحياة على الارض ) وأضاف “هناك أكثر من (700) من غرف الطوارئ في السودان وهي مثال ملهم للعمل الانساني الشعبي , ويكشف لنا الالتزام الذي يتحلى به هؤلاء الرجال والنساء جانبا اخر من السودان هو أفضل مافي الانسانية , رغم ان البلد يعاني من أسوأ مافي النفس البشرية . أنهم يقدمون لنا مثالاً ملهماً يجدر بنا جميعا أن نقتدي به.”