تشهد ولاية الخرطوم جهودًا متواصلة لتعزيز السيطرة الأمنية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وقد تجلى ذلك في الآونة الأخيرة من خلال سلسلة من الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى بسط الأمن وتلبية احتياجات السكان في ظل الظروف الراهنة. يستعرض هذا المقال أبرز هذه الجهود والإنجازات، بالإضافة إلى التحديات التي لا تزال قائمة في هذا السياق.
تعزيز الانتشار الأمني والجهود التنفيذية في مواجهة التحديات:
أظهرت التحركات الأمنية الأخيرة في ولاية الخرطوم عزمًا أكيدًا على إحكام القبضة الأمنية، حيث جرى توسيع نطاق الانتشار الأمني ليشمل المناطق الحضرية والمواقع الحيوية والقطاعات الخدمية على حد سواء. وقد تضمنت هذه الإجراءات تقييمًا شاملًا للخدمات الشرطية والتقنيات المستخدمة، مما يعكس توجهًا جادًا نحو تعزيز الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية.
وفي إطار الجهود التنفيذية، تم استئناف العمل في عدد من الأقسام الأمنية المستحدثة، مثل أقسام العريض غرب والمراعي، في حين تواصل الأقسام الأخرى في مناطق الرياض والرميلة والشعير أداء مهامها بكامل طاقتها. وتؤكد هذه الخطوات التزام الأجهزة الأمنية بتعزيز الأمن وتطوير الخدمات في هذه المرحلة الدقيقة.
وعلى الرغم من هذه المساعي، فقد برزت بعض الملاحظات التي تشير إلى ضرورة التكيف مع المستجدات ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في بعض المناطق التي تأثرت بالوضع الأمني الراهن. ومع ذلك، يبقى استمرار الانتشار الأمني والتنسيق الفعال بين مختلف الأجهزة المعنية عنصرًا جوهريًا لضمان استقرار الأوضاع وتحقيق تطلعات المواطنين نحو بيئة آمنة ومستقرة.
إنجازات رقمية تعكس حجم العمل:
تُظهر الإحصائيات الرقمية حجم العمل الذي تم إنجازه في الفترة الأخيرة، حيث بلغ عدد البلاغات المسجلة 96,210 بلاغًا. كما تم تسجيل 542 قضية تتعلق بالاعتداء على المال العام، بالإضافة إلى 25,848 قضية أخرى متنوعة.
إعادة تفعيل الأقسام الأمنية لخدمة المواطنين:
أعلنت قوات الشرطة عن إعادة تشغيل 18 قسمًا أمنيًا في محلية الخرطوم، بالإضافة إلى تفعيل 6 أقسام من أصل 11 في جبل أولياء. وفي محلية الرمائل، عاد للخدمة 14 قسمًا من أصل 11، بينما استؤنف العمل في 4 أقسام من أصل 12 في محلية أم ضوابان. أما في محلية كوري، فقد عادت جميع الأقسام العشرة للعمل بكامل طاقتها.
مراكز الشرطة المجتمعية: تعزيز الأمن في الأحياء:
شهدت ولاية الخرطوم افتتاح 75 مركزًا للشرطة المجتمعية، وذلك بهدف تعزيز الأمن على المستوى المحلي وتوسيع نطاق الخدمات الأمنية لتشمل الأحياء السكنية بشكل مباشر. وقد أكد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة أن هذه المراكز تعمل على تأمين المناطق وتلبية احتياجات المواطنين الأمنية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التواصل بين الشرطة والمجتمع.
خاتمة:
تمثل هذه الإجراءات والجهود المبذولة خطوة هامة نحو تعزيز الأمن والاستقرار في ولاية الخرطوم. ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة لمواصلة التنسيق والتكامل بين جميع الأجهزة الأمنية لضمان استدامة الخدمات وتحقيق التوقعات المرجوة للمواطنين. وتؤكد ولاية الخرطوم التزامها ببذل أقصى الجهود لضمان أمن وسلامة المواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم في مختلف المجالات.
