إضراب شامل بمعبر أرقين الحدودي يهدد حركة التجارة بين السودان ومصر

وادي حلفا – أخبار السودان
دخل المخلصون الجمركيون، وعمال الشحن، وأصحاب المحلات التجارية في معبر أرقين الحدودي بوادي حلفا في إضراب شامل عن العمل، احتجاجاً على قرار حكومي يقضي بإزالة مساكنهم ومراكز الخدمة ونقلها إلى منطقة صحراوية تبعد أكثر من كيلومترين، تفتقر إلى الخدمات الأساسية ومقومات الحياة.

مهلة 48 ساعة فقط لإخلاء أكثر من 500 محل

اللجنة المكلفة بعملية الإزالة منحت المتضررين مهلة لا تتجاوز يومين لإخلاء نحو 500 محل تجاري، مما يهدد بفقدان مصدر رزق لما يقارب 600 عامل.
ووصف محمد الفاتح بشنق، أحد قيادات المجتمع المحلي، القرار بأنه “غير قابل للتنفيذ” في ظل غياب الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية بالموقع البديل.

تأثير مباشر على حركة التجارة

يُعتبر معبر أرقين شرياناً مهماً لحركة التجارة بين السودان ومصر، إذ يشهد يومياً عبور ما بين 80 – 100 شاحنة.
لكن مع استمرار الإضراب، اضطرت السلطات إلى تحويل حركة النقل إلى معبر أشكيت، وسط توقعات بخسائر يومية تتجاوز 3 تريليونات جنيه سوداني.

رفض وضغوط متصاعدة

رغم إنذارات سابقة من السلطات، بدأ تنفيذ قرار الإزالة هذا الأسبوع، ما أدى إلى توتر ورفض جماعي من العاملين بالمعبر.
وكشفت مصادر محلية عن وجود ضغوط أمنية على العمال لفك الإضراب، غير أن المتضررين يؤكدون تمسكهم بموقفهم حتى التوصل إلى حلول عادلة.

خلفية القرار الحكومي

تعود جذور الأزمة إلى يونيو 2024، حين أعلنت السلطات خطة لإزالة ما وصفته بـ”المظاهر العشوائية” في المعبر وإعادة تخطيطه.
ويرى العاملون أن الخطوة تهدف بالأساس إلى تهيئة الموقع لصالح مستثمرين جدد، على حساب أرزاقهم ومصالحهم.

أزمات خدمية خانقة بمعبر أرقين

المعبر يعاني أصلاً من ضعف كبير في البنية التحتية، حيث يشهد:

• انقطاعات متكررة للكهرباء

• نقل مياه الشرب عبر شاحنات

• طفح متكرر لمياه الصرف الصحي

• تكرار حوادث الحرائق بسبب تكدس المحلات

أزمة معيشية تهدد التجارة

يؤكد مراقبون أن ما يجري في معبر أرقين يتجاوز كونه خلافاً إدارياً، بل يمثل أزمة معيشية حقيقية تهدد آلاف الأسر، إضافة إلى تأثيرها المباشر على شريان التجارة بين السودان ومصر.
ويطالب المحتجون بحلول عادلة تحفظ حقوق العاملين، وتضمن في الوقت نفسه استمرار النشاط التجاري الحيوي في المنطقة.