شراكة استراتيجية كبرى بين السودان وروسيا: ماذا تغير؟
شراكة استراتيجية كبرى بين السودان وروسيا: ماذا تغير؟
أعلنت السودان وروسيا عن اتفاق شامل يؤسس لشراكة طويلة الأمد، تفتح كافة القطاعات الاستثمارية في السودان أمام المستثمرين الروس، مع التركيز على مجالات الطاقة، المعادن، النفط، والبنية التحتية، وفق مصادر مطلعة.
وشهدت العاصمة الروسية موسكو ختام أعمال اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، التي توجت بتوقيع مذكرتي تفاهم في قطاعات النقل والبنية التحتية، إضافة إلى البنوك والمصارف، ما يمهد الطريق أمام تدفقات مالية وتطويرات لوجستية قد تُحدث تحولًا نوعيًا في البيئة الاقتصادية السودانية.
ويأتي الاتفاق في إطار سعي السودان لجذب استثمارات أجنبية نوعية لدعم الاقتصاد الوطني وإعادة بناء البنية التحتية، خاصة في ظل تراجع التمويل الدولي وتفاقم التحديات الإقليمية.
ويرى الخبراء أن الخطوة تحمل أبعادًا تتجاوز الجانب الاقتصادي، إذ تعزز التوازنات الجيوسياسية في المنطقة في وقت تتزايد فيه المنافسة الدولية على الموارد والأسواق الإفريقية، مع تزايد النفوذ الروسي في مناطق حيوية بالقارة.
وأظهرت مقاطع مصورة لاجتماعات اللجنة التأكيد على نقل الخبرات الفنية الروسية للسودان، خاصة في مجالات استخراج الذهب، تطوير محطات الكهرباء، وتوسيع البنية الرقمية والمالية، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الاقتصاد السوداني الذي يواجه تحديات مركبة.
تأتي هذه الشراكة في وقت يشهد فيه العالم تحولات سريعة في خرائط الاستثمار الدولي، حيث تسعى موسكو لتعزيز حضورها في دول ذات موارد طبيعية ضخمة، بينما يبحث السودان عن حلفاء اقتصاديين قادرين على تخفيف الضغوط المحلية وتحفيز عجلة الإنتاج.
