احداث وحوادث

مجزرة في بيت الله.. قصة مسجد تحول من ملجأ للنازحين إلى مقبرة جماعية في الفاشر

في تصعيد مروع يستهدف المدنيين الأبرياء، تحول مجمع المسجد العتيق في حي أبو شوك بمدينة الفاشر من ملاذ آمن لأكثر من 100 أسرة نازحة إلى مسرح لمجزرة دامية. قصف مدفعي عنيف، نُسب إلى قوات الدعم السريع، حصد أرواح 13 شخصاً على الأقل وأصاب العشرات، في حصيلة أولية يُخشى ارتفاعها مع استمرار صعوبة الوصول إلى الضحايا.
استهداف ممنهج لدور العبادة
لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه. شهود عيان أكدوا أن القصف الذي تم باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، يأتي ضمن نمط متكرر لاستهداف المساجد التي أصبحت الملاذ الأخير للفارين من جحيم القتال. وقال آدم جمعة، أحد مشايخ المسجد، إن شدة القصف حالت دون نقل بعض الجثث، مما اضطر الأهالي المكلومين إلى دفن ذويهم داخل ساحة المسجد في مشهد يدمي القلوب.
انهيار آخر حصون الحياة في الفاشر
لم يقتصر الدمار على المسجد فقط. مقاطع مصورة مؤلمة تداولها ناشطون أظهرت حجم الخراب الذي لحق بالمستشفى السعودي، وهو آخر مرفق طبي يقدم خدماته لآلاف المحاصرين في المدينة. هذا الاستهداف المباشر للبنية التحتية الحيوية يهدد بانهيار كامل للخدمات الصحية في عاصمة شمال دارفور.
إدانة دولية ونداء عاجل
من جانبه، أدان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بشدة الهجمات، مؤكداً أن المدنيين باتوا محاصرين ومقطوعين عن أي مساعدات إنسانية. وفي بيان عاجل، طالبت المنظمة الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمر القتال بهذا الشكل.
إن استهداف مسجد يؤوي نازحين والمستشفى الوحيد العامل في المدينة لا يمثل فقط جريمة حرب، بل هو مؤشر خطير على أن الصراع في الفاشر قد دخل مرحلة لا تفرق بين مدني ومقاتل، أو بين بيت للعبادة وساحة للمعركة.
تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com