عرض أمريكي مفاجئ يضع البرهان أمام اختبار سياسي معقّد

عرض أمريكي مفاجئ يضع البرهان أمام اختبار سياسي معقّد
كشفت مصادر غربية مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت عرضًا غير مسبوق لقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يتضمن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان ومنح امتيازات استثمارية واسعة في قطاع التعدين والطاقة، مقابل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وأوضحت المصادر أن العرض الأمريكي نوقش خلال اجتماع سري جمع البرهان بأحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، في لقاء وُصف بأنه الأكثر جدية منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأضافت أن المبادرة الأمريكية تأتي في وقتٍ تشهد فيه الساحة السودانية تدهورًا إنسانيًا واقتصاديًا خطيرًا، إلى جانب تعثر الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى هدنة إنسانية دائمة.
وأكد مصدر دبلوماسي غربي أن العرض الأمريكي لا يزال مطروحًا على الطاولة، لكنه يواجه عقبات سياسية معقدة، من أبرزها غياب التوافق بين بعض الدول العربية المشاركة في جهود الوساطة، إلى جانب الخلافات العميقة بين الجيش والدعم السريع بشأن ترتيبات الهدنة وملف السلطة المدنية في المرحلة الانتقالية المقبلة.
وأشار المصدر إلى أن الإدارة الأمريكية أجرت مشاورات مكثفة مع عدد من العواصم العربية المؤثرة خلال الأسابيع الماضية، بهدف صياغة رؤية موحدة لإنهاء الأزمة السودانية، إلا أن تلك الجهود لم تصل بعد إلى اتفاق نهائي حول آلية التنفيذ.
وفي المقابل، أكّد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي أن واشنطن تواصل انخراطها المباشر مع طرفي النزاع، مشددًا على أن الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية هي وقف إطلاق النار فورًا وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة المدنيين المحاصرين في مناطق القتال.
وقال المتحدث في بيانه:
“نحث الطرفين على الاستجابة العاجلة للجهود الأمريكية الرامية إلى وقف العنف ومعاناة المدنيين، وتهيئة المناخ لحوار سياسي شامل يقود إلى سلام دائم.
ويرى مراقبون أن العرض الأمريكي يمثل تحولًا في السياسة الخارجية تجاه السودان، إذ تسعى واشنطن من خلاله إلى موازنة النفوذ الروسي والإقليمي في ملف التعدين والذهب، مع محاولة إعادة السودان إلى دائرة الاستقرار السياسي والاقتصادي.
كما يعتبر بعض المحللين أن البرهان يواجه اختبارًا دقيقًا بين القبول بالعرض الأمريكي بشروطه الصارمة، أو التمسك بخياراته الداخلية والتحالفات الإقليمية الحالية، وهو ما قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة في الأزمة السودانية.











