الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيّرة على مدينة بابنوسة

الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيّرة على مدينة بابنوسة ويعلن استقرار الأوضاع الأمنية

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، تصديه لهجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مقر قيادة الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة، وهي القاعدة العسكرية الرئيسية للقوات المسلحة في ولاية غرب كردفان.

وذكرت شعبة التوجيه والخدمات بالفرقة 22 مشاة أن الهجوم بدأ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم باستخدام طائرات مسيّرة وتنفيذ قصف مكثف على مواقع الجيش داخل المدينة، إلا أن القوات تصدت له بكفاءة عالية وتمكنت من ردع المهاجمين وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

تحييد قائد الهجوم واستقرار الوضع الميداني

أكدت القيادة العسكرية أن العملية أسفرت عن تحييد قائد الهجوم اللواء محمد صالح وعدد من عناصر قوات الدعم السريع بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تسيطر على الموقف بالكامل وتواصل تمركزها في مواقعها الدفاعية داخل المدينة.

كما طمأنت قيادة الفرقة المواطنين بأن الوضع الأمني في بابنوسة مستقر، مؤكدة أن الفرقة 22 مشاة تظل درع السودان الحصين وحامي حدوده الغربية في مواجهة أي تهديدات.

حصار مستمر منذ يناير وهجمات متكررة

تُعد مدينة بابنوسة من أبرز النقاط العسكرية الاستراتيجية التي تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها منذ يناير 2024، حيث فرضت حصارًا مشددًا عليها من جميع الاتجاهات.
ورغم تكرار الهجمات خلال الأشهر الماضية، فإن الجيش السوداني نجح في صدّ جميع المحاولات السابقة للحصار أو التقدم داخل المدينة.

وخلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، نفذ الطيران الحربي السوداني عمليات إسقاط جوي للإمدادات العسكرية والغذائية لقواته داخل المدينة، في مؤشر على استعدادات الجيش لمعارك طويلة الأمد في غرب كردفان.

تعزيزات عسكرية جديدة للدعم السريع

الهجوم الأخير جاء بعد أن دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات كبيرة من إقليم دارفور، في محاولة جديدة للسيطرة على آخر معاقل الجيش في المنطقة.
وتُعد بابنوسة آخر المدن الرئيسية في غرب كردفان التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على عدد من المدن المجاورة، بينها الفولة والمجلد والميرم ولقاوة والخوي والنهود وود بندة.

أهمية بابنوسة الاستراتيجية

تتمتع مدينة بابنوسة بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، إذ تقع بالقرب من حقول النفط في منطقة هجليج المتاخمة لدولة جنوب السودان، ما يجعلها نقطة حاسمة في موازين القوى العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويُنظر إلى السيطرة على بابنوسة باعتبارها مفتاحًا لطرق الإمداد العسكرية والنفطية في غرب البلاد، وهو ما يفسر إصرار الطرفين على التمسك بالمدينة رغم الحصار والهجمات المتكررة.