البرهان يصدر قرار صادم !

أفادت مصادر محلية بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أصدر توجيهاً يقضي بإزالة تمثال جرى نصبه مؤخراً في شارع النيل بأمدرمان، بعد أن أثار موجة واسعة من الجدل السياسي والديني والمجتمعي. التمثال، الذي نُصب عقب زيارة البرهان لمعسكر النازحين في الدبّة القادمين من مدينة الفاشر، صُوّر على أنه يجسد لحظة استقبال “الأم لابنها الجندي العائد من المعركة”، غير أن توقيت نشره تزامن مع انتشار صورة للبرهان في مشهد مشابه، مما دفع كثيرين للاعتقاد بأن التمثال يُجسّد شخصه مباشرة.
ورغم محاولات بعض الحسابات في منصّات التواصل الاجتماعي الترويج لفكرة أن التمثال ليس للبرهان وإنما يرمز إلى “الجندي السوداني”، فإن تلك التبريرات لم توقف موجة الانتقادات، خصوصاً في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان. واعتبر منتقدون أن نصب التماثيل في هذا التوقيت “خطوة غير موفّقة”، سواء من منظور الدين الذي يحرّم إقامة المجسّمات البشرية، أو من زاوية الأولويات الوطنية، إذ رأى البعض أن الأموال المصروفة على إنشاء التمثال كان يمكن توجيهها إلى دعم النازحين والمناطق المتضررة من الحرب.
كما أشار مراقبون إلى أن حساسية التوقيت لعبت دوراً كبيراً في اتساع دائرة الجدل، خصوصاً أن البلاد ما تزال تعيش أجواء المعارك المفتوحة، وأن مشاهد النازحين من دارفور تتصدر واجهة المشهد الإنساني في السودان. لذلك اعتُبر التمثال، حتى وإن كان ذا طابع رمزي، “غير مناسب للمرحلة”، بل رأى آخرون أنه قد يُفهم على أنه محاولة لصناعة صورة بطولية في وقت ما تزال فيه المعاناة مستمرة.
وبحسب المصادر، فإن توجيه البرهان بإزالة التمثال جاء استجابةً للانتقادات الواسعة وحرصاً على عدم تأجيج الجدل أو استغلال الأمر سياسياً، خصوصاً في وقت تحاول فيه الحكومة الانتقالية كسب ثقة الشارع وإثبات قدرتها على معالجة القضايا الملحّة ذات الأولوية.
ويأتي هذا التطور في سياق حالة من التوتر المجتمعي والسياسي التي تشهدها البلاد منذ تصاعد المواجهات في دارفور وارتفاع أعداد النازحين، وسط مطالبات واسعة بالتركيز على معالجة الأزمات الإنسانية والأمنية بدلاً من الدخول في معارك جانبية تتعلق بالرموز والمظاهر الشكلية.











