الخرطوم : رقية يونس
كشفت تحريات النيابة أمس للمحكمة بأن المتهمة الخامسة الطبيبة في قضية مقتل الشهيد العميد شرطة علي بريمة ، كانت على تواصل مع المتهم الأول توباك ، ووجود محادثات بينهما قبل وقوع الحادثة وعلمها بوقوع الجريمة مع محاولتها في إيواء المتهم عن طريق تأجير شقة له بعد الحادثة.
ويواجه الإتهام في القضية (توباك ) وأحمد الفاتح (الننة) ومحمد الفاتح (ترهاقا)ومصعب شريف، إلى جانب طبيبة ثلاثينية، على ذمة مقتل الفريق شرطة بقوات الإحتياطي المركزي علي بريمة الذي لقي حتفه طعناً بسكين إبان تظاهرات إندلعت مطلع العام الحالي بجوار معمل (استاك) الخرطوم .
جريمة غامضة وأمن
وقال المتحري الرابع وكيل النيابة محمد زين العابدين، للمحكمة الخاصة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت برئاسة القاضي المعز بابكر الجزولى، بأن المتهمة الخامسة وبتاريخ 20 يناير 2022م شطب الإتهام ضدها في مقتل الشهيد على بريمة، لعدم ثبوت علاقتها بمسرح الحادثة وقتها قبل إضافتها إليه لاحقاً مع بقية المتهمين عقب تقييد دعوى ضدها إبتداءً بموجب نص المادة (44) اجراءات جنائية وتوجيه تهمة لها لاحقة بالتستر الجنائي بناء على إعترافها القضائي باليومية، فضلاً عن ورود معلومة بأنها على تواصل مع المتهم الأول محمد آدم توباك ووجود محادثات معه قبل وقوع الحادثة وعلمها بوقوع الجريمة مع محاولتها إيواء المتهم عن طريق تأجير شقة له بعد الحادثة، وكشف المتحري وجود محادثة بينها و المتهمين تفيد بأنها كانت تحول لهم تحويلات مالية لأغراض السكن والمعيشة وكانت على علم بمكانهم ومتواصلة معهم، في وقت نفى فيه المتحري للمحكمة وجود أي ما يشير بمعروض اتهام (14) عبارة عن محادثات بين الطبيبة والمتهمين إلى إرتكاب الجريمة محل البلاغ مطلقاً ، مبيناً بأن ما بين هذه المحادثات يعود تاريخها إلى قبل الحادثة، في سياق مغاير قال المتحري للمحكمة بأن المتهمين الـ(5) كانوا في المظاهرة يوم الحادثة وأن المجني عليه كان الضابط المشرف على تأمين التظاهرة، مؤكداً بأن مكان الحادث بشارع القصر الخرطوم موضح برسم كروكي من قبل المتحري الأساسي العقيد شرطة حامد شاندينا، لافتاً إلى أنه لم يتحر حول مكان تواجد المتهمة الخامسة الطبيبة يوم الحادثة.
في غضون ذلك أوضح المتحري للمحكمة بأنه التحق بنيابة التحقيق الجنائي قبل أحداث البلاغ بعام، وبرر إحالة ملف البلاغ لنيابة التحقيق الجنائي لاختصاصها النوعي لأنها جريمة غامضة ومن الجرائم التي تضر بالأمن الاجتماعي.
في وقت أكد فيه ، المتحري عند مناقشته بواسطة المحامي إنعام عتيق ، ممثل دفاع المتهم الرابع مصعب شريف ، بأن هذا البلاغ هو أول بلاغ يتحرى فيه بما يتعلق بالقتل العمد، مبيناً بأنه وقبل توليه إجراءات التحري في البلاغ كان مشرفاً عليه ومن ثم تولى ممثل الإتهام عن الحق العام في هذه الدعوى الجنائية وكيل النيابة عوض حميدة الإشراف عليه لاحقاً ، مشيرا إلى أنه وبتاريخ 20 يناير 2022م تم تقييد الدعوى الجنائية ضد المتهم الرابع مصعب شريف وإصدار أمر القبض عليه بالولاية الشمالية لتواجده فيها وذلك بموجب يومية مرفقة بذلك، لافتاً إلى أنه وبتاريخ 3 فبراير 2022م وبموجب أمر قبض من وكيل نيابة دنقلا تم تنفيذ القبض عليه ، مبيناً بأنه كان من ضمن أوامر القبض توجد صورة للمتهم الرابع ولا يعرف تاريخ وضعها بيومية القبض عليه ، لافتاً إلى أن أسباب القبض على المتهم شريف لأقوال المتهمين بأنفسهم في البلاغ وتحديدهم له بالاسم، مشدداً على أنه لم ير شاهد الإتهام الرئيسي الشرطي (م، أ) يدلف إلى حراسات التحقيقات الجنائية ومشاهدته المتهمين وهو ملثم أو خلافه ، مشيراً إلى أنه لم يتمكنوا من خلال التحريات الوصول إلى أي من الأشخاص الذين ذكرهم المتهم الرابع مصعب بأنهم كانوا برفقته يوم الحادثة، وأردف المتحري بقوله (مصعب وصف لي منزل أحد أصدقائه بحي النزهة الخرطوم إلا أنه لم يذكر له عنوانه بالتحديد) ، في وقت كشف فيه المتحري تحريه خارج يومية التحري مع متهم شطب الإتهام ضده طبيب يدعي (مصطفى كلندر) فيما يتعلق بالمتهم الرابع وعلاجه يوم الحادثة .
طابور استعراف وتلخيص
وأفاد المتحري بأنه ولأول مرة منذ إنضمامه كعضو بالنيابة بالعام 2018م يجري طابور استعراف شخصية للمتهمين في هذا البلاغ، مشيراً إلى أنه أجرى الطابور وفق المنشور القضائي وكان وقتها الشاهد الرئيسي حاضراً وفي وجود المتهم الرابع الذي لم يكن يعاني من أية إصابة ولم يتكئ على عصاة وقتها وذلك لعلاجه قبل إجراءات الطابور ، لافتاً إلى أنه نفذ إجراءات الطابور داخل (فرندة) مغلقة بسجن كوبر ووضع فيه برفقة المتهمين منتظرين آخرين بالسجن كذلك- إلا أنه لم يدون عناوينهم الشخصية وأوصافهم بمحضر التحري وإنما قام بذلك مساعد شرطة كان برفقته ، مبيناً بأن الحضور في الطابور وقتها كانوا أفراد شرطة السجن ، موضحاً بأن ممثل الإتهام عن الحق العام في هذه الدعوى الجنائية حميدة كان مشرفاً على طابور الاستعراف على المتهمين ، موضحاً بأن الطابور نفذ متأخراً بأسبوع من صدور إجرائه أي بتاريخ 22 فبراير 2022م و كان ذلك بسبب طلبات في البلاغ قيد الفصل فيها، مشيراً إلى أن الشاهد الرئيسي وقبل إجراء طابور الاستعراف على المتهمين ذكر له بالتحريات أوصاف المتهم الرابع، مشدداً على أنه استبعد المتهم الرابع مصعب في إحدى مرات تنفيذ طابور الاستعراف عليه وذلك لوجود شبه بينه وأحد الأشخاص المنتظرين بسجن كوبر والذي كان بالطابور كذلك، مبيناً بأن شاهد الإتهام الرئيسي لم يتعرف على المتهم الرابع مصعب في ثلاث مرات خلال الطابور وذلك لإخراجه منه وعدم وجوده فيه.
في سياق متصل أكد المتحري الرابع للمحكمة بأنه قام بتلخيص البلاغ في صفحتين اليومية والتي ذكر فيها بأن المتهم الاول محمد آدم توباك طعن المجني عليه العميد علي بريمة طعنةً واحدةً على ساعده ، وأن المتهم الثاني أحمد الفاتح (الننة) قد سدد طعنة للمجني عليه أسفل ظهره، وأن المتهم الثالث محمد الفاتح (ترهاقا) قد سدد طعنه لشاهد الإتهام الرئيسي، فضلاً عن أن المتهم الرابع مصعب شريف أخذ السكين محل الجريمة، مبيناً بأنه وجه التهمة للمتهمين الأربعة بمخالفة نص المواد (2/130/107) الإشتراك الجنائي والقتل العمد والتستر الجنائي، إلى جانب توجيه تهمة للمتهمة الخامسة الطبيبة بالمعاونة الجنائية والتستر الجنائي وذلك من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م وذلك بناءً على أقوالهم ضد الآخر وتقرير التشريح الذي تطابق مع إعتراف المتهمين الأول والثاني قضائياً بطعنهما المجني عليه بالساعد والظهر وهو ما حدده تقرير التشريح بعد إحالة الجثمان للمشرحة وسماعه شهود اتهام وطبيب طوارئ بمحضر التحري .
قصة لواء دون صفة
في سياق مغاير كشف المتحري للمحكمة عن تقدم لواء شرطة يدعى أحمد محمد، بطلب إلى وكيل نيابة الخرطوم شمال لإحالة ملف الدعوى لدائرة التحقيق الجنائي لعدة أسباب و بموجبه أوصى كل من وكيل النيابة ووكيل أعلى النيابة ورئيس النيابة العامة بإحالة الدعوى للتحقيق الجنائي بعد مرور الطلب بدائرة الاستئنافات بالنيابة ، مشيراً إلى أن اللواء شرطة مقدم الطلب وبمراجعة يومية التحري لم توجد له أية صفة موضحة أو محددة أو علاقته البلاغ. فيما حددت المحكمة جلسة أخرى لموالاة السير في إجراءتها .
