تسليح المليشيا في جبل مويه يكشف عن حقائق هامة تشير إلى دعم قوي وتخطيط منظم خلف هذه القوات. تحليل حجم الأسلحة والذخائر التي عُثر عليها في جبل مويه يقود إلى عدة استنتاجات:
1. دعم خارجي قوي:
الأسلحة الحديثة والمتطورة التي تستخدمها المليشيا تشير إلى وجود جهات ذات قدرات تمويلية عالية خلفهم. هذه الجهات توفر أسلحة باهظة الثمن يصعب الحصول عليها لقوة غير نظامية ومتمردة، خاصة في ظل غياب خطوط إمداد خارجية مباشرة. الدعم المقدم يتجاوز المستوى المحلي، ويدل على أن من يقف خلف المليشيا له أهداف سياسية واستراتيجية ويملك سلطة وقدرة على توجيه المليشيا.
2. جبل مويه كهدف استراتيجي:
الدخول إلى جبل مويه لم يكن مجرد مناورة عسكرية عشوائية، بل كان هدفًا استراتيجيًا في حد ذاته. الهجوم الأولي على سنار يبدو أنه كان لتغطية دخول المليشيا إلى جبل مويه، من أجل استخدامه كنقطة انطلاق لشن هجمات لاحقة على سنار من عدة محاور. هذا يؤكد أن السيطرة على الجبل كانت خطوة مهمة في استراتيجية المليشيا.
3. الانسحاب الفوضوي للمليشيا:
مع اندفاع القوات المسلحة السودانية السريع، فقدت المليشيا تركيزها وهربت، تاركة وراءها كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر. طبيعة الأسلحة المتروكة تؤكد أن المليشيا لم تتمكن من تنظيم انسحاب منظم، مما يشير إلى فقدان السيطرة والإرباك في صفوفهم.
4. تمدد المليشيا نحو مناطق أخرى:
العتاد الذي تُرك في جبل مويه يشير إلى أن المليشيا كانت تخطط للتمدد نحو الدمازين والقضارف بعد محاولتها الفاشلة للسيطرة على سنار. هذا يؤكد أن قرار التوسع والانتشار كان قد تم اتخاذه بالفعل، وتم ترتيب الأمور له بشكل منظم.
5. التضحيات وحجم المؤامرة:
كلما تتضح خسائر المليشيا من العتاد العسكري، يتبين مدى ضخامة المؤامرة التي تُحاك ضد السودان. يظهر أيضًا حجم التضحيات التي يقدمها الجيش السوداني وقوات الأمن والشرطة، بالإضافة إلى قوى الكفاح المشترك والمستنفرين والمواطنين. الجيش السوداني مستمر في التصدي لهذه المليشيا، والحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد.
الخلاصة:
هذه المعطيات تؤكد أن المليشيا ليست مجرد قوة عشوائية، بل تقف خلفها جهات كبيرة تسعى لتحقيق أهداف معينة على حساب أمن واستقرار السودان. الرد السريع والمنظم من القوات المسلحة السودانية وأجهزة الأمن يكشف عن قدرتهم على التصدي لهذه المخططات وحماية الوطن.
