
معركة تحرير الخرطوم: الفصل الأخير في ملحمة الكرامة
تقترب معركة تحرير الخرطوم من لحظتها الفاصلة، حيث ستكون المواجهة الحاسمة في أحد موقعين استراتيجيين، لن يحدد أحدهما سوى الجيش السوداني، آخذاً في الاعتبار الأبعاد الرمزية والدلالات السياسية المرتبطة بمكان وزمان الإعلان الرسمي عن دحر المليشيات واستعادة العاصمة المثلثة من قبضتها.
إن هذا التحول الكبير في سير المعارك يعكس مستوى عالٍ من التخطيط الاستراتيجي وطول نفس الجيش السوداني، الذي قاد الحرب حتى خواتيمها بوعي وإدراك، بينما كانت المليشيات المتمردة تظن أنها مجرد نزهة ستنتهي بانقلاب سريع على السلطة. غير أن الوقائع أثبتت العكس، إذ تحولت الحرب إلى معركة وجود، انقلبت فيها موازين القوى لصالح القوات المسلحة، التي استطاعت أن تحافظ على ثباتها رغم التحديات الجسيمة.
ومن مفارقات القدر أن الهزيمة التاريخية لهذه المليشيات ستجري وقائعها على الهواء مباشرة، حيث ستبثها القنوات الفضائية العالمية عبر الخرائط التفاعلية، بعد أن وجدت نفسها مضطرة إلى متابعة أحداث هذه الحرب المصيرية. وهكذا، سيكون للعالم أجمع فرصة لرؤية اللحظة الفارقة التي سيطوي فيها السودان صفحة التمرد، ويستعيد سيادته وأمنه، مؤكداً أن إرادة الشعوب لا تُهزم، وأن الحق دائماً ينتصر في النهاية.