اخبار

خيانة عظمى!! .. كيف عبرت طائرات شحن مجهولة فوق السودان ؟

في تطور يثير الكثير من التساؤلات، كشفت مصادر موثوقة في مجال الطيران عن إصدار تصاريح عبور لطائرات شحن عسكرية عبر المجال الجوي السوداني، دون علم أو موافقة الجيش السوداني، خلال الفترة من مايو إلى يوليو 2023. هذه الطائرات يُرجح أنها كانت تُحمّل بالأسلحة والعتاد لمصلحة ميليشيا الدعم السريع، فيما تتزايد المطالبات بفتح تحقيق عاجل حول الجهات التي أصدرت تلك التصاريح السرية.

ورغم إغلاق السودان لمجاله الجوي بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، استمرت رحلات الشحن العسكري عبر المسارات الجوية بغطاء غير واضح، مما يطرح علامات استفهام حول الجهة التي سمحت بتلك العمليات، التي تمت عبر أكثر من 109 رحلة لطائرات إليوشن Il-76.

مسارات خفية ومطارات بديلة

بحسب المعلومات، انطلقت هذه الطائرات من الإمارات، مروراً بعنتيبي في أوغندا، ثم إلى جنوب السودان، قبل أن تعبر أجواء السودان في طريقها إلى مطار “أم جرس” في تشاد، وهو الموقع الذي أصبح محط أنظار المهتمين بعد رصد نشاط جوي مكثف فيه.

تشير البيانات إلى أن تسع طائرات على الأقل شاركت في هذه العمليات، أبرزها طائرات من أوكرانيا وقيرغيزستان تابعة لشركات مثل ZetAvia وFly Sky Airlines وSapsan. وطلب وكلاء ماليون داخل دائرة الطيران إصدار فواتير لهذه الرحلات رغم غياب الموافقة الرسمية من القيادة العسكرية.

ما وراء “أم جرس”: بين المساعدات الإنسانية والتحركات العسكرية

رغم إعلان الإمارات عن بناء مستشفى في أم جرس لعلاج لاجئي دارفور، إلا أن الأقمار الصناعية كشفت وجود منشآت عسكرية داخل المطار، تشمل حظائر وسواتر ترابية، مما يعزز الشكوك حول طبيعة النشاط الجوي فيه. وقد نظم لاجئون في مدينة أدري المجاورة احتجاجات على الاستخدام الإماراتي لهذا المطار لأغراض غير إنسانية.

في أكتوبر 2024، أكد مرصد النزاعات، المدعوم من الخارجية الأمريكية، تتبعه لـ35 رحلة جوية من الإمارات إلى أم جرس بين يونيو 2023 ومايو 2024، قال إن معظمها كان مخصصاً لنقل أسلحة إلى الدعم السريع. ولفت إلى أن بعض الطائرات لها سوابق في تهريب الأسلحة إلى ليبيا.

تغيير في التكتيك: الوجهة نيالا

تحت الضغط الدولي، بدأت الإمارات وفق المصادر في تحويل عملياتها إلى مطارات أخرى، أبرزها مطار نيالا بجنوب دارفور، الذي أعادت ميليشيا الدعم السريع تشغيله في سبتمبر 2024. وهبطت فيه طائرات قادمة من مطار بوصاصو في الصومال، الذي يُستخدم حالياً كنقطة انطلاق رئيسية للجسر الجوي الإماراتي.

وبحسب تقارير، فإن الإمارات جهزت مطار بوصاصو برادار عسكري إسرائيلي الصنع (ELM-2084)، لحمايته من أي تهديدات محتملة. وأشارت معلومات إلى أن بعض الرحلات تغادر نيالا محمّلة، ما يرجّح استخدام الطائرات في تهريب الذهب والنحاس والصمغ العربي، وربما حتى المقاتلين الجرحى.

أرباح من الذهب وأسرار تحت الأرض

أفاد تقرير أممي حديث أن الدعم السريع وتجاراً مرتبطين بها يشترون الذهب من منجم تديره حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور شرق جبل مرة، ويُباع الكيلوغرام الواحد بما يصل إلى 85 ألف دولار في الأسواق العالمية، ما يعكس الجانب الاقتصادي الخفي للحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com