توتر بين مصر وإسرائيل غير مسبوق على الحدود

توتر بين مصر وإسرائيل غير مسبوق على الحدود: بين الاتهامات بالمسيّرات والتعزيزات العسكرية
في ظل التوترات الإقليمية المستمرة حول غزة، يشهد الواقع على الحدود المصرية-الإسرائيلية تصعيداً غير مسبوق، كما أبرزت تقارير إعلامية إسرائيلية ومصرية في الأيام الأخيرة. أعلنت إسرائيل عن تسلل أكثر من 100 طائرة مسيرة عبر أراضيها من سيناء خلال الشهر الماضي، بعضها مزود بأسلحة خفيفة، مما أثار تساؤلات حول ضبط الحدود المصرية. من جانبها، نفت مصر أي تورط، معتبرة الادعاءات ذريعة إسرائيلية لتبرير تحركاتها العسكرية، وأكدت التزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل منذ 1979، مع التحذير من “عواقب وخيمة” لأي انتهاك لأمنها القومي.
خلفية التصعيد
- ادعاءات إسرائيل حول المسيّرات: وفقاً لتقارير إسرائيلية، فشلت قوات الجيش في إحباط معظم هذه العمليات، رغم قدرتها على رصد مسيّرات أخرى من اليمن (الحوثيين). يُرى في ذلك محاولة للضغط على مصر لتعزيز التنسيق الأمني، خاصة مع مخاوف إسرائيلية من تهريب أسلحة إلى غزة عبر سيناء. ومع ذلك، يشكك خبراء في صحة هذه التقارير، معتبرينها جزءاً من حملة إعلامية لتبرير احتلال محور فيلادلفيا (الحدود بين غزة وسيناء) ودعم خطط التهجير القسري لسكان غزة.
- رد مصري حازم: الخبير العسكري سمير فرج أكد في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن مصر لم تشهد أي تهريب لمسيّرات نحو غزة، وأن الاستراتيجية المصرية دفاعية بحتة. أرسلت القاهرة رسائل تحذيرية عبر واشنطن، مشددة على رفضها أي مخطط تهجير، وأشارت إلى جاهزية الجيش من خلال مناورات مثل “النجم الساطع” التي شاركت فيها 44 دولة.
التعزيزات العسكرية المتبادلة
مصر عززت وجودها في سيناء بـ42 ألف جندي (ضعف الحد المسموح بموجب معاهدة السلام)، إلى جانب نشر منظومات دفاع جوي صينية بعيدة المدى (HQ-9B)، التي تصل مداها إلى 200-260 كم وتستطيع اعتراض طائرات ومسيّرات. هذا الانتشار يُرى في القاهرة كإجراء دفاعي لردع أي تدفق جماعي من غزة، لكنه أثار مخاوف إسرائيلية من “تصعيد محتمل”، مع وصف الوجود المصري بأنه “أربعة أضعاف المسموح”. إسرائيل، بدورها، سيطرت على محور فيلادلفيا في مايو 2024، مما أدى إلى توترات حول معبر رفح.
الجانب | الإجراءات العسكرية الرئيسية | الغرض المعلن |
---|---|---|
مصر | 42 ألف جندي، HQ-9B في شمال سيناء، تعاون عسكري مع فرنسا/إسبانيا/الصين/روسيا | حماية الحدود، منع التهجير، ردع التهديدات |
إسرائيل | سيطرة على فيلادلفيا، تعزيز الرصد الحدودي، اعتراض مسيّرات | مكافحة التهريب، منع تسلل أسلحة إلى غزة، حماية الأمن الداخلي |
الجدل الأخلاقي والإقليمي
- ذريعة أم تهديد حقيقي؟ يرى خبراء إسرائيليون أن مصر تستخدم قوتها دفاعياً فقط، لكن الادعاءات حول المسيّرات تُستخدم لتوجيه الرأي العام الإسرائيلي نحو “تهديد مصري طويل الأمد”، خاصة مع سياسات نتنياهو التي تركز على إبقاء الضغط على غزة لدفع السكان نحو سيناء. في المقابل، تُعتبر هذه الاتهامات في مصر محاولة للضغط الدبلوماسي، مع الإشارة إلى أن إسرائيل فشلت في منع تهريب سابق لأسلحة ومخدرات عبر الحدود.
- دور أمريكا: واشنطن تدعم إسرائيل عسكرياً (3.8 مليار دولار سنوياً)، لكنها تنقل تحذيرات مصرية، وتدعو لحل الدولتين. ومع ذلك، يُرى في القاهرة أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يشجع على التصعيد.
التداعيات المحتملة
رغم انخفاض احتمالية حرب شاملة، يُحذر خبراء من أن التوتر قد يؤدي إلى تصعيد محدود، مثل ضربات استباقية إسرائيلية أو إغلاق معابر. مصر تؤكد التزامها بالسلام، لكن الرئيس السيسي وصف إسرائيل بـ”العدو” في قمة الدوحة (سبتمبر 2025)، مشدداً على أن أي انتهاك للحدود “سيفاجئ العالم”. على منصات التواصل، يعكس الجدل انقساماً: بعض المصريين يدعون للتصعيد، بينما يحذر آخرون من انهيار اقتصادي (مثل قفز الدولار إلى 100 جنيه).
في النهاية، يبقى التوازن هشاً، مع تركيز مصر على الردع والدبلوماسية، بينما تسعى إسرائيل لتعزيز سيطرتها على غزة. النقاش مستمر حول كيفية الحفاظ على معاهدة السلام دون التنازل عن الأمن القومي. إذا كنت تريد تفاصيل إضافية عن جانب معين، أخبرني!